المسيره الاحتجاجيه الكبيره التي جابت شوارع قرية كسرى على مقتل الشابه اليانعه وجدان ابو حميد اطلقت صرخة مدويه هزت افئدة اصحاب القلوب من كل حذب وصوب لتناشد الناس اجمعين قائلة :كفى ثم كفى للقتل والارهاب "!!!
شابة بمقتبل العمر راحت ضحيه للغدر والشده اللا مبرره التي اصبحت تتغلل في جنبات مجتمعنا البائس فتركت في هذه الدنيا ابوين تعيسين حزينين فقدوا في واقعهم العديد من الاحلام الجميله التي بنوها على ابنتهما التي امتازت بذكائها وعلو اخلاقها ورفعة مكانتها الا ان شريط الاحلام قد انقطع واصبح حلما ماضيا سابقا جرفته رياح العنف والارهاب وقد تعددت اسبابه الا ان نتيجته كانت واحده ..ماساة وذهاب الى غير رجعه .
الجماهير الكسراويه والاخرى في بيت جن القريبه وعسفيا ودالية الكرمل تضامنت وتحالفت في صرختها المدويه شجبا للباطل والبطش لعل يستفيق الضمير البشري الغائب عن الرأفة والحنان والمحبة والسلام .
اصوات تنادت ليس فقط في القرى الدرزيه بل في جميع ارجاء مجتمعنا العربي المريض بمثل هذه الظواهر بعد ان فقد ميزاته الاساسيه التي كانت تدعو للتسامح والعفو عند المقدره واغاثة الضعبف والملهوف واحترام وتقبل الاخر مهما كانت الظروف والمضامين كي لاننسى باننا بشر لنا الاخطاء ومنا الصواب والمهم هو التمييز بينهما لنصل الى طريق الامان والسلم والسلام .
الجماهير في كل مكان بكت بئس مصير وجدان متضامنة مع الوالدين الثاكلين الذين زرعا الخير فحصدا الشر كغيرهم ممن شربوا من نفس الكأس قبلهم فتذوقوا مرارتها وتألموا من نتائجها واوجاعها .
كم كنا نأمل نحن الاباء والامهات ان تكون النتائج مغابره وان نفرح ببذورنا كي نحصد مواسمها فنفرح بالجني كما سعدنا بالزرع فاولادنا هم رسالتنا في هذه الحياه الارضيه وهم عنوان محبتنا ومنارة سؤددنا ومنتجع احلامنا نصلي ونكد من اجلهم لذاتهم ومستقبلهم لتكون فرحتنا ونشرتنا برؤيا سعادتهم وفرحتهم فيكون فرحنا وسعادتنا !!
وجدان ايتها البريئه الطاهره يامن انتقلت الى عالم الامان مبتعدة عن عالم البطش والدينونه الذي لايعرف الرحمه اصفحي عن ظالميك وكوني في السماء كما كنت على الارض ملاكا ابيضا واميرة محبة وسلام فالاب السماوي هو الذي يمهل ولا يهمل ويكافىء الصالحين ويجازي المجرمين ولتكن روحك سابحة في عالم الكون ترصد الاهل والمعارف والاصدقاء وليكن في رحيلك درسا لمن يحتاجوه ويعتازوه وليكن ذكراك مؤبده كما ان اسم الله ذكراه مؤبدا !!!