ساعات تفصلنا عن بداية عام 2017 وعندما كنا على شفاه الشباب كنا نسمع جملة "تؤلف ولا تؤلفان" وفي هذا العالم والكون هناك حقيقة وحقائق ثابتة لا تتزعزع وشخصيا انا من الذين يُسبّحون باسمه كل دقيقة وساعة وايماني كبير بقدرته وقدره فلا مجال لحدودها عبر الاكوان والمدارات والكواكب وقدرة المد والجزر وغمر مياه المحيطات لأي نقطة على اليابسة.
مهما كانت الغيوم السوداء متلبدة لكنها تحمل بين ثناياها الثلج الابيض في كثافته والحقيقة بان سنة 2016 كانت سنة القتل والدمار وقتل الالاف في شام العرب وحتى حلب ولضفاف دجلة والفرات والموصل واليمن غير السعيد الى شواطئ المغرب العربي لعواصم ومدن اوروبا التي فتحت صدرها للنازحين العرب على طول وعرض البلاد.
ساعات تفصلنا والشريط الدقيق بين سنة دامية رسمت بالدم والغاء الوجوه وحرقها على الطريق الدولي من حلب نحو الشمال فهنا لم يعد بيتا صامدا واقفا وجهه نحو السماء ومآذن وكنائس وبيوت تنتظر عودة اهلها فهنا الرماد والعظام ووجوه الاطفال اصبحت صاحبة المشهد الاخير وفي بلادنا حرقت عائلات لانها حلمت بدولتها المستقلة على تخوم القدس والاقصى ورفع جدار الحقد بين القرى والمدن وسنت قوانين عنصرية تلغي الضعيف ومن لا حول له ولا قوة وارتفعت نسبة الفقراء في بلادنا ومنع من التنفس الطبيعي فوق ارضه وفي بلادنا انتشر القتل واتسعت رقعته في كل قرية ومدينة وفي الازقة ومداخل البلدات وقتل النساء وقطعت اجسادهن لمجرد انهن نساء بحثن عن الحرية وطالبة قتلت في طريقها من المدرسة عائدة للبيت على يد حاقد استحوذ الشيطان على عقله وتخلى عن الله... ساعات تفصلنا عن شمس السنة الجديدة وقمر في موقعه وعصفور يحلم في الظلال وغدران طلت من بقع الارض نحو سهول الخير.
سيبزغ فجر يوم جديد فلا معنى للحياة لولا فسحة الامل وبموجة بحرية حلق فوقها سرب طير النورس يبحث عن لقمة من سمك ملون اختار الهرب بحثا عن الحياة وفي فسحة من الامل الاخر... ساعات تفصلنا عن راس السنة وعام جديد والانسان مخلوق جبار يبحث في كل ساعة عن صفحة جديدة تعيده للرحلة الاولى نحو الحياة لا تشبه سنة انتهت... وساعات تفصلنا تنطلق نحو السماء اضواء ملونة تبحث عن جدار يرسم عليه آمال جديدة.