الطائفة الدرزية تتخرج من سنة 2016 بعلامة غير كافي
31/12/2016 - 02:35:29 pm

الطائفة الدرزية تتخرج من سنة 2016 بعلامة غير كافي

كمال عدوان

ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية سنة 2016 ودخولنا السنة الملادية الجديدة 2017 وفي هذه الساعات تكثر رسائل التهاني بين الاصدقاء والعائلة والمعارف وكأن هذا الحدث بمثابة عيد ليس اقل.

2016 كانت سنة قاسية على المستوى العالمي بجميع معايرها الانسانية ، الاقتصادية ، الثقافية وغير ذلك ومن اكثر السنوات الدموية التي فقد بها الانسان للامان اينما ذهب.

سنة كانت قمة في الفظاعة البشرية الانسان اتجاه اخيه الانسان حروب ومجازر وارهاب في كل مكان ، سوريا ، العراق ، اليمن ، ليبيا ، باريس ، برلين ، لندن ، وغيرها من بلاد الحضارة وكل ذلك غالبا بأسم الدين نعم الدين الاسلامي.

من هذه الناحية للاسف لا توجد هناك بوادر بان تكون 2017 افضل من 2016 بالعكس لان البشرية تقترب بخطوات سريعة الى حرب عالمية مدمرة ثالثة وليس هناك من رادع فالقوى العظمى امريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها على اهبة هذه الحرب .

الطائفة الدرزية اقلية في جميع انحاء العالم لا زالت تتخبط في حاجتها للحماية من الانقراض وحاجتها للامان والعيش الكريم في سوريا لبنان واسرائيل.

سنة 2016 على دروز سوريا حملت بطبيعة الحال الكثير من المصاعب بسبب الحرب السورية وخاصة من ناحية الامن والامان في المسكن والعمل ، الوضع الاقتصادي المتدني وغلاء المعيشة التي سببته الحرب ، استيعاب الالاف من النازحين داخل المجمعات الدرزية وخاصة محافظة السويداء وجبل الدروز ، التهديد الامني للدروز من مجموعات اسلامية تكفيرية عديدة وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة واحد معالمها مجزرة قلب لوزة وتهجير قرابة 25 الف درزي من قراهم ، عمليات ترهيب ممنهجة للنظام ضد الطائفة الدرزية وذروتها اغتيال العديد من الناشطين الاجتماعيين الدروز وعلى رأسهم الشيخ وحيد البلعوس ، تفاقم الجريمة ، عمليات الخطف والفدية والسطو والتعفيش خاصة في السويداء .

على الصعيد الوطني دفعت وتدفع الطائفة الدرزية في سوريا بعشرات الشهداء من الشباب الدروز الذين يستشهدون في معارك خلال خدمتهم في الجيش السوري ، كما ودفعت منطقة حضر ومستمرة بالدفع ضريبة دماء وشهداء في معاركهم ضد الارهابين والمتمردين والتكفيرين من منطلق ولائهم للدولة السورية وكونهم اقلية داخل محيط اسلامي سني يكفرهم .

في حال فقدان المجتمع للقيادات وهذه هي حال دروز سوريا فالقيادة الاجتماعية في سوريا تقريبا معدومة اذ لا وجود لقيادة سياسية والكل منضوي تحت كنف النظام وحزب البعث ، اما القيادة الدينية فهي غير فعالة ومعدومة التأثير على مجريات الامور ولا يوجد اجماع بين مشايخ العقل وكل منهم مسير من اطراف وفئات مختلفة والمجتمع الدرزي السوري على شفير هاوية نتمنى ان يستطيع ان يتخطاها فعلامة تحصيله سنة 2016 غير كافية.

الطائفة الدرزية في لبنان ليست بحال افضل من دروز سوريا وهي مقسومة بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان ، والتناحر السياسي بينهم على الهيمنة وقيادة الطائفة لا يتعدى كونه سياسي لكن هناك تفاهم بينهم على وحدة الطائفة مصالحها ومصيرها على الرغم من محاولات وئام وهاب دخول اللعبة باساليب ونمط قد يهدد مستقبل الدروز في لبنان.

تخطت الطائفة الدرزية في لبنان سنة 2016 بعلامة مقبول لا اكثر بحيث انها استطاعت الحفاظ على مصالحها المشتركة .

 

دروز اسرائيل اقلية عددها قرابة 140  الف نسمة في ثلاث مجمعات سكنية رئيسة ، الكرمل ، الجليل والجولان.

اليوم تنتهي سنة 2016 وغدا تبداء سنة 2017 وهذا هو الوقت لننظر الى انجزاتنا في هذه السنة وما المتوقع في السنة القادمة على الصعيد الاسترتيجي للطائفة وليس على صعيد القرية المحلي.

طغت في سنة 2016 على حياتنا ومجتمعنا ظاهرة العنف على جميع اشكاله ، العنف الكلامي والجسدي وخاصة جرائم القتل منها في الرامة وبيت جن ، وفي الفترة الاخيرة جرائم قتل جولس ، عسفيا وكسرى عدا عن العديد من عمليات اطلاق نار ، القاء قنابل وحرق سيارات بيوت ومصالح ، وهذه الظاهرة يجب استئصالها من جذورها لخطورتها على المجتمع والطائفة بشكل عام الامر الذي لم يبذل به مجهود كافي من القيادات وخاصة المؤسسة الدينية حتى الان.

 

سياسة هدم البيوت التي بنيت دون ترخيص في الوسط الدرزي والتي بنيت على الاغلب ليس بذنب من المواطنين انما جراء سياسة ممنهجة لحكومات اسرائيل المتعاقبة فالمواطن يريد ان يبني بيته ليعيش حياة كريمة ويربي اسرة صالحة ، اوامر الهدم والتهديد بهدم بيوت مشيدة في عسفيا ويركا واماكن اخرى في قرانا والسابقة التي حدثت بهدم بيت في حرفيش هي حادثة خطيرة جدا تهدد العلاقات بين الطائفة والدولة .

الخطة الخماسية للطائفة الدرزية بمبلغ 2.2 مليارد شيكل والتي تم المصادقة عليها سنة 2015 لم تنفذ في 2016 ويبدو بان الكثير من هذه الخطة سيبقى في نطاق وعود على الورق فقط رغم التصريحات الرنانة والانجازات الوهمية لسياسين واعضاء كنيست بتنفيذها وما زالت الحكومة تماطل وتنجح بذلك بفضل قياداتنا التي ترى مصلحة الحكومة والاحزاب الذي يتبعونها على حساب مصالح الطائفة الدرزية.

للاسف الشديد القيادات الدرزية في اسرائيل على الصعيد السياسي ، الديني والمحلي لم تستطيع ان توحد صفوفها لتصبح قوة موحدة ذات تأثير حقيقي وفي الاحداث القليلة التي اتحدت فيها القيادات كانت هناك انجازات لا بأس بها مما يدل على ان الاتحاد قوة وهذا المطلوب لكن للاسف كل من يحسب نفسه قيادي في هذه الطائفة يخوض اللعبة وحده لسبب بسيط وحيد يرى مصلحته الشخصية وليس مصلحة الطائفة ويريد ان يكبر من حجمه بنظر نفسه.

جهاز التربية والتعليم في الطائفة الدرزية وخاصة بيت جن والبقيعة ، والازدياد في عدد طلاب الجامعات وخاصة الطالبات فهي بقعة نور وحيدة ولكن ليست كافية ومصدر فخر لنا وعلينا تنميتها وتشجيعها اكثر فسلاح اقلية كالاقلية الدرزية الوحيد هو وحدتها وثقافتها .

كلي امل بان سنة 2017 نستطيع ان نوحد الصفوف القيادة الروحية والسياسية بجدية وعن ظهر قلب لمصلحة الطائفة ، ان نحترم بعضنا البعض ونشيد وندعم الناجحين في صفوفنا ونبسط يد العون والتشجيع للضعفاء فينا ، ان نستطيع ان نبني في صفوفنا ثقافة حوار بناء نستفيد منها وان نطرد من داخلنا عادات دخيلة على تقاليدنا المعروفية الاصيلة التي تهدد كياننا كالعنف والتسيب ونتمسك باخلاقنا وخاصة الحفاظ على العرض والارض والكرامة وحفظ الاخوان.

علينا الاتحاد ففي الاتحاد قوة للتصدي لسياسة هدم البيوت والعمل بجدية ومهنية لتحضير خرائط مفصلة واصدار رخص بناء لنستطيع ان نبني لابنائنا وعلينا التصدي لسياسة المماطلة التي تنتهجها الحكومة باعطائنا حقوقنا المشروعة وتطوير قرانا ولكن كل هذا لا يتم انجازه اذا لم نتحد قيادات ومواطنين .

للاسف الطائفة الدرزية في اسرائيل اجتازت سنة 2016 بعلامة غير كافي واتمنى ان تستطيع تحسين ادائها سنة 2017 وتحقق انجازات افضل على صعيد الامن الشخصي المعيشي والسكني لكل درزي في هذه البلاد

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق