"حينَ يُطقطِقُ مطَرُ...كانون!"
بقلم:شريف صعب-أبوسنان
حينَ طقطقَ مطرُ كانونَ على شُبّاك غرفةِ نومي
استفقتُ مذهولًا
...بعد سُباتٍ عميقٍ،امتدَّ إلى باطنِ كهفِ أهلِ الكَهفِ
وشعرتُ أنّ نواميسَ الجنِّ...تغتالني
يا لهُ من رُقادٍ تقطّعتْ معه شرايينُ قلبي
...ورقصتْ له أوردةُ روحي
...لقد لقَيتكِ في أجملِ...أحلامِ حياتي وبدوتِ
كعشتارَ في مُقتبلِ شبابها:"غرّاءَ فرعاءَ مصقولًا عوارِضُها
تمشي الهُوَينا كما....!"
...فعلى رِسلِكِ كنتِ....تُقبِلينَ إلَيَّ
...تُقَبّلينَ عواطفي...تُداعبينَ فَيضَ حشاشتي،
تُقلّبينَ شَعرَ ناصِيَتي ومَفرقي
وتعبثينَ،رُبَّما
بخمرِ-دمي...المُعتّقِ!
كرهتُ ذلكَ النُّهوضِ من حُلمِ حياتي
وتمنّيتُ لو جاءَ معهُ...مَماتي،
لقد سرَقتِ غفوَتي...نزعتِ مِنّي نشوَتي
فتأبّطتُ ريشتي الحمراءَ،ورحتُ أرسُمُ...رياشَ أجنحتكِ
المزركشةَ...
فتغدُرُني ذاكرتي!
ما أظلمكَ يا مطرَ كانونَ الثّاني،أتيتَ فأخلفتَ المواعيدَ،
شوّهتَ المعاني..وخُنتَ المثالثَ والمثاني...
في رواياتِ الأغاني
ثُمَّ أعدتني مُحبطًا مُهَلوسًا إلى واقعي ...المُعاني
سرقتَ منّي حُلمَ حياتي،ورميتني في متاهاتي...
عانقتُ وسادةَ-أحلامي،رُبّما أعودُ إلى طموحِ مَنامي
لكن،هيهاتَ أن يعودَ غرامي...
فشرعتُ أفتِّشُ وأصرخُ فوقَ سريري
وتحتَ عبيري ...جنبَ وسادتي، فيحتالُ طَيفُكِ...
في كأسِ مُدامي
فأهيمُ بينَ مروجِ الخيال الجامحِ
علِّي أعودُ إلى قلبِيَ...الدّامي!
تبًّا لكَ أيُّها المَطرُ الزُّعافُ،أيُّها الحاقدُ/الحاسدُ،فقد قطَعتَ سفرتي
إلى أحضانِ قلبِيَ الواعدِ فمزّقتَ آمالي
...مع ذلكَ،ســـــــــامــــــــحتُك...ســــــــــــــامــــــــحتُكَ
لأنّكَ أعدتَ إلى مُخَيِّلتي أصواتَ دلفِ سقفِ بيتِ أبي...
العَتيقِ
عندما كانتِ المحبَّةُ لوجهِ الّلهِ
...نتدفَّئُ على حُسنِ النّوايا...والطِّباعْ
ولأنّكَ أنعشتَ صُدورَ سنابِلَ
...تتراقَصُ على أنغامِ رعودٍ قاصِفه
وأنوارِ بروقٍ هادفه
وبعثْتَ الأملَ في الأهلِ...والضِّياعْ
لتَسُدَّ رمقَ.....أطفــــــالٍ جِيــــــــاعٍ
...في فلسطينَ،في سوريا الحبيبةِ،في اليمنِ الجريحِ
وفي كُلِّ البِـــــــــــــــــقاعْ!!