ألثالث من فبراير في حُلّةٍ جديدة.
02/02/2017 - 04:00:57 pm

بقلم : نوران ضرار كتانّي

في اليومِ الثالث من فبراير ، دخلتُ ألآن في عامٍ جديدٍ مختلف ، كبرتُ عامًا إضافيًا ، ليسَ رقمًا وحسب إنّما عقلًا قادرًا وناضجًا.

الآن لَن أبكي كَصغري عندَ مشاهدتي لوالديّ داخلين أمامي حاملين قالبِ حلوى وعليه عددُ شمعات عُمري..

لن أكون واقفة على كُرسيّ " الملك " كي أغني بصوتٍ عالٍ أمام الحاضرين برفع يداي بعدد ألسنين ألّتي عشتها.. لَيس لأنني لا أستطيع بل لأن يداي أصبحت ألآن لا تكفي لتحمل تسعةَ عشرَ إصبعًا.

لن أقف منحنيةَ الرأس منتظرةَ المعاملة الإستثنائية فقط في مِثل هذا اليوم .. ولا حتى ألأغاني والهدايا للإحتفال بي وحسب.

لن أقوم بالتصرف مع ألآخرين بإشاراتٍ مدروسة من قِبل معلماتي لأكون الفتاة المثالية أمامهم..

أنا .. فتاةُ مسالمة مع ذاتي وأحترم كياني جدًّا ، فإنني أغنّي من الدّاخل وأهنئ نفسي بقدومها إلى هذا الكوكب الّلعين وتحملّ جميع مصائبه!

أغني لأنني سعيدة ، سعيدةٌ بدخول أشخاص جُدد إلى حياتي.. وألآن هم داخلي وفي أعمافي.

أصدقائي ألّذين كانوا سبَبًا في ابتسامتي ولأنهم ما زالوا يعيشون معي تفاصيل يومي رغم اختلاف النّاس والعالم على حدٍّ سواء!

أغني كوْني عِشت أمورًا تهدّ جبالًا لو بَسُطت عليها ولكنني كنتُ قادرة على تحملها والعيشَ بسلام.

أغني لنفسي ، كوْني هُنا .. ما زلتُ قويةَ بسعادة..

أغني كوني تعلّمت شيئًا مختلفًا.. ولكنني لست في صفّ الأول على كرسيّ المدرسة داخل الصفّ!  إنّما أغني لأنني في دوامة ألحياة وكانت هذه الحياة طوال الوقت معلّمتي ألأولى وألأخيرة ، اكتسابي للقوة الذاتية في كُتب وروايات الحياة كانت أكبر من تعلّمي في المدرسة بين دفاترها وصراخ بعض المعلمين والمعلمات!

رغم أنها معلّمة قاسية ولكنّنا لن نتعلم دون السقوط والفشل لمرّات كثيرة .. ولكنّني في كلّ مرّة كنتُ أسقط فيها أعود ألنهوض من جديدٍ .. فمهما أوجعتني كنتُ أنا ألدّاء والدواء لنفسي.

الآن..أعلم ما أريد جيدًّا .. أصبحت أعلم لِما أنا هُنا ، وماذا أفعل وماذا سأفعل..إنّني لا أتمنّى من سنتي هذه إلّا أمرًا واحدًا .. أن أُطفأَ شمعةَ يومي في سَلام..وإن غادرتُ يومًا أبتهلُ إلى الله أن أغادرَ مكاني تاركةً ورائي أثرًا وبصمةً لا تُنسى..لكلّ الّذين تعمّقوا ذاتي وكانوا معي دوْما : دُمتم لي سندًا وفرحًا لا ينتهي.

أمّا لنفسي ،  أنتِ كتلةٌ صامدة مِنَ القوة ، إبقِ كذلك...

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق