راضي كريني
وصف الكثير من الكتّاب والسياسيّين و... دونالد ترامب بـ ِ: الأحمق، والأهبل، والبليد، والأبله، والأخرق، والأرعن، والأهوج، والطائش، والسفيه، والتافه، والسخيف، والمعتوه، والنزق، و.... هناك مئات، وربّما آلاف المقالات التي تؤكّد على حماقة دونالد ترامب الرأسماليّ البشع، والمقامر بمصير البشريّة الخطر، والشعبويّ الذي يدغدغ أحلام البؤساء من الشعب الأمريكيّ.
في آخر خطاب له، وصف الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله الرئيس الأمريكي ترامب بـ"الأحمق"، وبأنّه "الوجه الحقيقيّ" للإدارة الأمريكية، وأنّ وصوله للبيت الأبيض "بداية الفرج"، وقال عنه: "كشف الوجه الحقيقيّ للإدارة الأمريكيّة البشعة والظالمة والعنصريّة ونشكره على ذلك، ومِن أوّل وصوله أظهر حقيقة الإدارة ... والخوف انتهى منذ زمن لدينا".
وأضاف بالنسبة للموقف التركيّ: "الكل يعلم أن الدولة التركيّة كانت داعماً قويًّا لداعش، وأمّنت السيولة الماليّة، وفتحت البوّابات للصواريخ، واليوم، ندمت على ما فعلته لداعش؛ لأنّها ردّت الجميل لتركيا بعمليّات إرهابيّة داخل الحدود التركيّة، واليوم تركيا تقاتل داعش في مدينة الباب وستقاتلها في الرقّة مستقبلاً"
صدقْتَ يا شيخ في وصفك للإدارة الأمريكيّة، لكّنك لم توفّق في تحليلك للموقف التركيّ. صحيح أنّ تركيا أردوغان دعمت الجماعات التكفيريّة، وصحيح أنّ تركيا والجماعات التكفيريّة والثالوث الدنس، من الاستعمار والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة، قد فشلوا في تنفيذ أهدافهم في سوريّة، وصحيح أنّهم قد يئسوا من الوسيلة الداعشيّة، لكنّهم لم يتراجعوا عن أهدافهم، لذلك نراهم يتخبّطون في التفتيش عن وسائل بديلة لتحقيقها.
"تُحمّل تركيا ترامب جميلة" بأنّها شجبت سياسة إدارة أوباما المخجلة التي دعمت الإرهاب والفوضى في المنطقة(حسب رأي يلدريم) وهدّدت بإغلاق قاعدة انجرليك الجويّة الإستراتيجيّة أمام الولايات المتّحدة، ووعدت بتحسين العلاقة مع الإدارة الجديدة التي أكّدت الحاجة إلى علاقات أفضل مع تركيا؛ فطلب أردوغان من ترامب:
-
ترحيل/تسليم فتح الله غولن، المتّهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تمّوز الماضي.
-
أن تقطع الولايات المتّحدة روابطها السياسيّة مع حزب الاتّحاد الديمقراطيّ الكرديّ في سوريّة، والعسكريّة مع وحدات حماية الشعب التي تقدّم المقاتلين إلى قوّات سوريّة الديمقراطيّة.
3) أن تدرج الإدارة الأمريكيّة حزب الاتّحاد الديمقراطيّ الكرديّ ووحدات حماية الشعب الكرديّ على لائحة الإرهاب كحزب العمّال الكردستانيّ.
لذا، نسألك ياشيخ حسن: كيف لتركيّا أردوغان أن تحارب داعش، وهي تطالب بالقضاء على مَن يحاربها، وتعاديكم وتلعن داعميكم وحلفاءكم؟!
هذا لا ينفي أنّ داعش تحارب الشعب التركيّ وتسفك دم أبنائه، وأنّ للشعب التركيّ ردّ، ويردّ من خلال قوّته الأمنيّة.
ثمّ نسأل: هل نثق بأردوغان الذي أرغى وأزبد في جلسة منتدى دافوس، في 29-1- 2009، وانفجر وانسحب بشكل استعراضيّ من الندوة مع شمعون بيرس، واحتجّ على حرب غزّة وحصارها، ووافق على أساطيل الحريّة و...، ثمّ ركع أمام بيبي نتنياهو، ونسي غزّة وأهلها في اتّفاقاته/مؤامراته مع بيبي، وفي مكالماته المتكرّرة مع الإدارة الأمريكيّة الجديدة؟