أسوَدٌ كغَيمِ آللَّيل أرخى سُدُولَهُ على ظهرِها آلعاجيِّ ليَبتليني
قُلتُ لها أنا آلولهــــــــــــــــانَ أعشقُ آللَّيلَ آلمُدلَّى أغيثيني
إلتَفَتَتْ وآلنُّسيماتُ تُداعِبُ شَعرَها وشُعاعُ فجرٍ بجيدِها يُغريني
رَصَدتُ خِفَّةِ ظِلِّها وسِحرِها تبسَّمَتْ فقُلتُ بسِرِّي أرَحتيني
آللهُ ما ألطَفَ هذا آلسَّنــــــــا آلمنبَعِث مِن وَجنتَيكِ وآلجَبينِ
قالَت كَفى بآللهِ علَيـــــــــــكَ أشعَلتَ بي لَهَبي وحَنيني
ما رأيتُ مِثلكَ فتـــــــــــــىً أُقسِمُ برَبِّي خالِقي وديني
لَمَعَت عيناها ولُؤلُؤٌ بفيها توتّرتُ وتشنَّجَت أوتارُ وتيني
وصارَ قلبي يَخفِقُ ويضطرِبُ فتوسَّلتُ يا حِلوَتي إرحميني
قالَت إرحَم نفسِكَ وآهدء رَوَّضْ ثورَةَ رَوعِكَ وواسيني
صُدِمتُ فآرتعشتْ فرائصي وتبلبلتُ وما عُدتُ عرفتُ يساري مِن يميني
قالَت أفديكَ بشذراتِ روحي ورَسمُكَ محفورٌ بجبهةِ جبيني
سَكَنَتْ أعصابي فمسَكْتُ يَدَها وأنا أستجديها وأقولُ صِليني
قالَت أنا لَبُؤةٌ وأنتَ سَبعي وأُقسِمُ أنَّ بَيتَكَ عَريني
تعانَقَت آلأرواحُ وآلأفئدةُ صَفَّقَت وسَمِعتُ زغاريداً وأصواتاً تُهَنِّيني
قُلتُ بزَغَ فجرٌ وقبَسُ نورٍ إبقِ إلى جانِبي وبحُبِّكِ أغمُريني
تقدَّمَت ووُرودُ خدَّيها تفتَّحَت وفاحَ أريجٌ فآنتفضَت شراييني
حضَنتُها وقبَّلتُ شفتاها بلهفَةٍ ذبَّلَت عَيناها وصارَت تُناجيني
شعَرتُ بقشعريرةٍ تكتسِحُ جَسَدي فناشدتُها بآللهِ علَيكِ دثِّريني
تطوَّعَت وبراحَتَيِّ كفيها دثرتني وقالَت أُحِبُّكَ إلى يَومِ ديني
إتَّكئتُ على كتِفها وهمَستُ ما نَسيتُكِ لحظةً صَدِّقيني
أعِدُكِ بألاَّ أخِلَّ بوَعدي ومن عَهدي لَكِ لا تَعتِقيني
ولَو رَجَمتُكِ بآلوردِ يوماً بسِهامِ عينَيكِ إبقِ ارشُقيني
الأستاذ طلال غانم- المغار