موقف وفاء رجٌل يحيى محمد علي عبد الغني ورايةُ الصلحِ ستبقى خفاقة
28/02/2017 - 07:01:29 pm

موقف وفاء رجٌل يحيى محمد علي عبد الغني ورايةُ الصلحِ ستبقى خفاقة

بقلم : زايد خنيفس

 

عصرَ يومُ الاربعاء توقفَ قلبُ العم الحاج ابو محمد، يحيى محمد علي (عبد الغني) من قرية نحف عن عمر ناهز 92 عامًا قضاها في اصلاحِ ذات البين وعقد رايات الصلح بين المتشاجرين. هكذا سار المرحوم على قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الا اخبرَكُم بأفضل من درجة الصيام والصَّدَقة والصلاة فقال ابو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله قال: صلاح ذات البين".

هكذا كان المرحوم رفيق درب والدي رحمه الله وهكذا اختارَ اللهُ عِبادُهُ وصدق القول (لله رجالٌ فإذا أرادوا أراد). الاصلاحُ بين الناس عبادةٍ عظيمةٍ يحبُّها الله سبحانه وتعالى وهو القائل: انما المؤمنون اخوةٌ فأصلحوا بين اخويكم واتّقوا الله لعلكم تُرحمون".

لقد رافقت المرحوم والدي لسنوات طويلة سائقا لسيارته وما اجملَ واروعَ ان تخدِمَ والدكَ الواثب من عرينِهِ وبيتِهِ، سواءً في ساعات الصباح أو الليل، قاصدًا عملَ الخير واصلاح ذات البين، فينتفض هؤلاءُ الصالحون معهُ، نحو لهيبِ النارِ، يحاولون بعونهِ تعالى إخمادَ لهيبُها. لا يمرُّ يومٌ وانا اقود سيارة الوالد وإلا وكان يطلبَ مِني الدخول إلى قرية نحف لاصطحابِ رفيقهِ وصديقهِ، صاحبَ الكلمةَ الجريئةَ، القائلَ قولَ الحقَّ والصِّدقَ، ولم يكُن يخافُ إلاّ من وجهِ الله عزَّ وجَلْ، وهو المرحوم الحاج العم ابو محمد، يحيى. تكادُ السَّيارة تتعوّد طريقها نحو بيتِ الصالحين وأصحابُ الضمائر، هؤلاءُ الرجالُ لم يَعرِفوا النوم والا وأخمدوا نارَ الشَّرِ في قرى الجليل والمثلث والنقب وهُم يُحبّون عملَ الخير، ويشتاقون اليه، يَبذلونَ من وقتِهِم ومالِهِم، حاملين عِبءَ همومَ الناس على عاتِقِهِم.

العم ابو محمد يحيى عبد الغني، هنيئًا لك في جوارِ ربّكَ فانت من الصّالحين وهنيئًا لعِباد الله الذين وفّقَهُم الله للإصلاح بين المتشاجرين، فبصماتُ العم ابو محمد يحيى عبد الغني، سيبقى أثرُها على مداخل وساحات البيوت، وستَظَلُّ رايات الصلح خفاقةً في الضمائر الحيَّةِ وفي قلبِ الله.


 



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق