بقلم زايد خنيفس
لا اعرف ماذا يحصل لمدينتي وقد لبست وشاح الحزن واليأس!! ولماذا يُجمع غالبية اهلها بان شيئا ما انتكس اعلامه؟!! الذي كان يرى حتى من مشارف مرج ابن عامر والبحر شمالا وخاصرة السفن تبحر غربا ولأول مرة يجمع اهالي المدينة عن شيء صدقوا فيه جميعهم وهم يرون الجدران والاسوار تكاد تنهار لا اعرف ماذا يحصل للقيادة التي كلفت من الناس بخدمتهم على مدار خمس سنوات غابت عنهم فجأة وفي خسوف غير طبيعي للمصلحة العامة وصورة مدينة لم تولد امس بل تحمل ميلاد اربعة الاف سنة للوراء اجمع وللمرة الاولى غالبية الاهالي وفي كل الاتجاهات والاحياء، لم تبتكر لعبة سياسية قذرة بل ساقتهم دلالات ومشاعر صادقة في مساحة من الثقة بقدرات ابناء البلد في رفع اسم بلدهم على اهدابهم في حلم وظفته احرف الاخلاص العتيق فهذه الارض تعرف وجود اهلها وتعرف مساحات الحواكير وسفوح شجر الزيتون واللوز وعندما كان النحل يبحث عن لون الزهر.
لا اعرف ماذا جرى لمدينتي عندما اخذت تبتعد عن جذورها وتبحث عن صفحات الرثاء تمر في احياء المدينة ولم تتغير وما زالت تكرر وجهها وجرحها لم يلتئم، تائهة في الصحراء والسفر بلا عنوان لا اعرف لماذا فقد البعض للحظة حكمة فقير على قارعة الطريق في البلدة القديمة وشارع الاديان ولا اعرف مدينة تمزق وجهها الجميل تبحث عن القرون الماضية لاستعادة الماضي الجميل ولا تعرف مغادرة المحطات نحو مستقبل اخر.
لا اعرف لماذا نام نواطير الجهات عن اقواس مدينة من حقها ان تسمو وتكون لؤلؤة البحر وخاصرة السفن ودليل امة فقدت حكمتها وبقيت تموت وحدها في خلايا الجسد ولا اعرف ماذا حصل لمدينة تكحلت في نوار اللوز وعمق التاريخ وما زال البعض في مساحة (رقعة) على الارض ويظن نفسه شيّد الاسوار لأطفال حلموا بمدينتهم وانها تشبه جزيرة عانقتها البحار ولاطفتها الامواج ونشيد البقاء.
عذرا اخوتي ان غصت عميقا هذه المرة لان مدينتي فقدت ملامحها واوصاف جمالها وفراشة ملونة سقطت اجنحتها الاخيرة.