بقلم:شريف صعب-أبوسنان
حلزونةُ زَبَدٍ ما أعظمَ سِرَّ التّكوينْ
فكم اراكِ تائهةً بين أمواج البحر
الهادر وعلى الشّاطئِ تتراقصين،
... تحومُ حولك وأنتِ تراوغينْ...
تُدْبرينَ وتقبلينْ،
تُقبّلينَ وتَفزعينْ...
تغازلينَ كلّ كبشة ماءٍ
أضناها المدُّ والجزْرْ
منها لم تولدين، بل تتعايشينْ
كتعايشِ إيّلٍ يجاور
أسَدًا يزأرُ في حوضِ النّهرْ
...في صَدَفَتِكِ يعلو يهدرُ صوتُ البحرِ
وصوتُ النّهرْ،
ما شاء الّله،أمَدَ الدّهرْ
يُكابدُ أصداءَ الغدرْ!!
وأنا،
أنا أُرسلُ أمواجي أنوائي عاتيةً
خلفَ جدارِ الصّمتِ
تتغلغلُ في جسمكِ،في أوردةِ الدّمِ القاني
...في جوف الصّدرْ
مُشتعلٌ قلبُك في أعماقِ الصّدفِ الأعمى...
الواقي قلبًا ضمآنْ
يُلهبُهُ شَوقٌ وحنينٌ...كقلبكِ يا أُمُّ الحيرانْ
فرملُ الشّاطئِ مُشتعلٌ
بعد هجيرِ اليوم الحارقِ
رملٌ يلذعُ أردافَ...صبايا غرقتْ
في بحرِ الأيفونِ العاهرْ...
وطعام "الجانك-فود" السّافرْ
وثنايا الفيسبوك.....الغادرْ
أشهُرْ وسنينَ ولا تشبعْ!
....قرناكِ تَرِفُّ كما الإسكندرِ،ذي القرنَينْ
وبهاءُ جمالكِ يعصفُ كالمعتصمِ
ما بينَ النّهرَينْ
ونسائمُ روحكِ عَبَقٌ يلهثُ ما بينَ النّهدينْ
...حلَزونةُ قلبي،
حبّكِ مثلَ حبوبِ السُّمّ القاتلْ
يلتهبُ نجومًا...ومشاعِلْ
حبُّكِ مثلَ سمومِ الحُبِّ القاتلْ
والوهمُ يطوفُ
في بحرِ هواكِ...ويناضلْ
يسبحُ يسحب زفَراتِ العِشقِ من القلبِ
المسكينِ الولهانْ...ألَمًا وأنينْ
فيا معشوقَةَ بحري،مع كلِّ الحبِّ،
إنّ حبيبَكِ ليسَ بِغافلْ
عمّا يحصلُ في"القابونِ"وفي"الزّبداني"
وفي"القامشلي" وفي..."حورانْ"
كما لم يغفُ
قلبُ يتيمٍ مغدورٍ مقهورٍ مظلومٍ مكبوتٍ...في "أمّ الحيرانْ!!!!"