بِقلم : نوران ضرار كتانّي.
شهر يتخلّله جميع تفاصيل الجمال والدهشة ، يحمل الرقة والحنية بكافة أيامه ، يحمل الدفئ والحنان ، يحمل المساواة والثورة ، يحمل البقاء والصمود ، نعم إنه شهركِ عزيزتي.
رغم أنّها تستحق أكثر من ذلك ، ولها جميع الأيام لنقدرها أجلّ تقديرٍ إلّا أن أذار كانَ شهرًا إضافيًا كفيلًا لتكن حوّاء عنوانه.
إنها مصدر السعادة وألأمان ، إنها لِلحب والعطاء عنوان ، إنّها شجرة شامخة ألأغصان ، ثابتة الجذور لا يستطيع أحدٍ اقتلاعها ، إنها صامدةً بسعادة!
لكلّ إمرأة في هذا الكوكب .. لكلّ فتاة متزوجة ، عانسة ، مُطلقة ، أرملة ، شابة في ربيع عمرها ، أو رضيعة ما زالت تفتح عيناها للحياة .. أنتِ الخيرَ لكلّ عامٍ.
لكلّ إمرأة عانت وتحملّت جميع أنواع الفراق والقلق والخوف ، لكلّ إمرأة سهرت ليالٍ ونامت وفي عيناها دموعٌ تحبسها ، لكلّ فتاة نامت والخوف بعينيها ، لكل أنثى تحملت تخلّف العالم وجهله ، لكِ حوّاء ، كلّ عامٍ وربيعكِ أجمل دائمًا.
هي التي تستطيع تحمل الألام وتبقى تبتسم طوال الوقت في وجهك دون شعورك بها حتى ، هي من يبقى بينها وبين الموتِ ثغرة صغيرة حين الولادة .. ورؤية طفلها بسلام قد يُذهب عن جسمها ألمها..
هيَ من تعيش حالة من الاكتئاب كلّ شهرٍ ، لتقيؤٍ وتعبٍ وبكاء يدوم طويلا بسبب ما تشعر به ، هي التي قادرة على ان تكون الانثى القوية رغم ضعفها .
لا تكوني عدوة نفسك ، كوني أنت كما أنتِ .. فإن خلقك الله من ضلعٍ أعوج فَبِإعوجاجِ ضلعك استقيمي.
لا تستهيني بنفسك حوّاء ، فإن أردت لمشى العالم كما تريد لها نفسك .. كوني قويةُ ، ثورة باقية وحيّة .. كوني أنتِ العيد لكلّ عامٍ .. فولله لا أحد منّا يستطيع عيش هذا العالم دون ألأم أو الأخت أو الصديقة ، نعم ، فإنّ خطواتها على ألأرض جنّة الحياة.