كُلما حاولتُ إلقاء اللوم عَلى غَيري,
عادَ اللوم مُترنحًا إليَّ..
أركلهُ, عَلهُ يَذهبُ عَنّي,
فيُعاود الرّجوع لشَرح القضيّة,
يُحاورني بما هُوَ أدرى مِنّي,
فأنصتهُ بقلبي وَأذني وَعَينيّا.
يَقولُ: "أيّ لوم تلقيهِ عَلى غَيرك
وَأنتَ يا عَربي صُلب القضيّة؟!
الخطأ يَبدأ بتدَنّي الأخلاق,
وَانعِدام الضَّمير هُنا القضيّة,
المَبادئ لم يَعد لها أيّ مَكان بَينكم,
أنظر إلى حالِك وَحال البَقيّة..
الانقِسامات مِن أبسَط الأشياء تَفتَعلونَها,
مَع أن اختلاف الرّأي لا يُفسد للودّ قضيّة!"
أواجههُ, بكلّ شَراسَة وَعدوان..
نعَم, فأنا المُخطِئ فعلاً وَصاحِب العِلة المَخفيّة,
لكنّ! كبريائي العَرَبي يَرفض اعتِرافي,
وَكِبر رَأسي يُحتّم عَليّ
أن ألقيَ اللومَ عَلى غَيري,
وَأتنصّلَ بكلّ بَساطة مِن المَسؤوليّة,
مَع أني إذا ما نظرتُ حَولي رَأيتُ,
مِن العِلل ما يَكفي لإنشاء ألف قضيَة وَقضيّة.
"إبدأ بنفسكَ يا عَربي".. وَجَّهَ اللومُ كلامهُ إليّ,
"طهّر نفسَك مِن الآثام أولاً, وَاعترف بالخَطايا الدّاخليّة,
صَحّح مَسارَ أفكارك, وَكُن عُنوانا للإنسانيّة..
تَعَلّم, تكلّم, حاور, ناقِش وَانتقِد وَتقبّل الآخر دونَ بُغض, فهُنا فَقط تكمُنُ الحُريّة.
لا تَستَسلِم حَتّى الرّمَق الأخير,
بَعدَها أنظر مِن حَولك..
كيفَ سَتُحَلّ القضيّة تِلوَ القضيّة".
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا