بِقلم : نوران ضِرار كِتانّي.
مع بدايةِ فصلٍ جديدٍ لهذا العام ، بحلولهِ حلّ الخيرُ وألأملُ لكلّ شخصٍ دقّ في صدرهِ ربيعِ السنّةِ ليُزهرَ وردًا طيّبًا كُلّ حين.
فصلٌ دافئٌ قد يغير مجرى تفكيرك لوهلةٍ من الزمن .. ولعلّه خيْرٌ إن أردت ، تُزهر ألأراضي بالورد ألأحمر وألوانهِ ألعديدة ويزهرُ قلبي شغفًا للمرّة ألأولى...
أمورٌ جمّا لهذا ألعام ، تغيرتُ كثيرًا وسريعًا ما نضجت. .تغيّر تفكيري لوادٍ آخر لم أتوقع يومًا أن أكون كذلك..تركتُ قلبي في بئرٍ عميقٍ تحتَ ألأرضِ وجعلتهُ أن لا يشعر بشيئٍ طالما سيتألّم .. جعلتهُ يناسب مناخ السنة ، ومع كلّ تغييرٍ يحصل ، أتغير أنا وأجعله مختلفًا تمامًا... إنها ليست بأنانية على قدرِ محافظتي على ذاتي ألّتي إنتظرتها أن تعود بفارغ ألصبر..أن تعود أكثرَ حكمةً دون عواطفٍ لستُ بحاجةٍ لها!
أما لشغفٍ طالما كُنت أحلمَ بهِ إنّه شغفُ ذاتي ومحبّة من أراد لي خيرًا بعيدًا عن الحقدِ والكراهية ، وإن كانت للمرّة ألأولى فإنّي لإولّ مرّةٍ أحبُّ بعقلٍ وأترك قلبي جانبًا..
تتغيّر السّماء ويتغير لونها الداكن لأزرقٍ صافٍ تماماً كصفاءِ قلبي ألّذي كانَ داكنًا بعيدًا كلّ البُعد عن جمالِ الحياة تحتَ سقفٍ واحدٍ يُدعى بنوعٍ من الحزنِ أو أليأس ألّذي لم أستطيع فهمه طوال هذه المدّة!!
ليسَ هناك ما يستدعي حُزني سوى تلك ألّتي حملتني في أحشائها وتحملّتني بكلّ طِباعي..كانت بدايةُ خيرٍ لربيع قلوبنا جميعًا بحلول يومها ألذي صادف قبلَ ثلاثة أيّامٍ ، ولوْ كانَ باستطاعتي لجعلتُ ألسنةُ كُلها سنةُ ألأم ، فهي لا تستحق يومًا واحداً.. إنّما هي جوهرة ثمينة ، لا أحد يشعر بقيمة العطايا إلّا فاقدها!
ذلكَ الطّفل ألذي بكى بشدّة على قبر والدته التي فارقت الحياة والذي لا يستطيع فعل أي شيئ لاستراجعها..وذاك آخرًا ألذي كانت أمّه بعيدةٌ عنه بسبب غربةٍ أحلّت به لهدفٍ تعليميّ وكم كان مُشتاقًا لحضنها ألدافئ وكلماتها المغطاة بالذهب..
كلاهما يتحرّقان شوقًا ، وما أصعب منَ الأولى إلّا ألثانية .. فهناك حرقةٌ روحٍ تنطفئُ نارها برؤية أمل ألحياة.
أوهناكَ شكٌّ بأن ألأم أملُ هذهِ الحياة ؟
معاناتها وعِنادها ، ألمها وجروحها ، إشتياقها وفراقها ، حرقتها ووجعها ، تحملّها وصبرها على كلّ هذه السنين ونكافئها بيومٍ واحدٍ وهي ما زالت تُعطينا دون مقابل !
كلّ يومٍ هو يومُ ألأمّ ، وكلّ يومٍ هو بمثابةِ عيدٍ لها تقديرٍ على ما فعلته وما تفعله كلّ حين ، وكلّ هذا ولا يستطيع ألمرءِ بتسديد ديْنهِ من حبّها لولدها..
هيَ ألأمان والحنان ، هي نبع الوصال والرّحمةِ ، هي من قالَ النبيّ لها أن ألجنّةَ تجري تحتَ خطواتكِ ، هي من استوصى ألله بها خيرًا ، هي من كان رضاها من رضى رب ألكون ألعظيم .. هيَ كلّ شيء.
هيَ ربيعي وربوعي ، هي ربيع ألعام بيومها ألّذي بدأ بّدت ألسماء كلونِ ألبحر ألّذي تناغمَ على أمواجٍ موسيقيةٍ هادئة..
بإسمٍ يتخللّه ألشموخ دائمًا ، عاشقة الطبيعةِ وألأنهار ألجارية ، إنها غزالٌ ناصعُ ألبَياض .. (ريمان) إنّها جَنّتي.
رَحمَ ألله كلّ أمٍّ فارقت الحياة وجعلها من نساء أهل الجنّة .. رَحم ألله كلّ أمٍّ ما زالت تعاني من أجل أولادها .. رحمَ ألله كلّ أمٍّ لم يرزقها ألله بالبنون والذرية الصالحة لحكمةٍ لا يعلمها أحدٌ سواه ..
أمّي..كلّ عامٍ وأنت بخيرٍ ، كلّ عامٍ وأنت حبيبتي وقوّتي في هذه ألحياة.
مع كلّ تغيرٍ ويومٍ جديد سأكون أنا ، بقلبٍ صافٍ خالٍ منْ أي حقدٍ "كاسرة قيدِ العبوس لأحلّق عاليّا إلى ذاتي"
.. ومن أرادَ لي سوءً سيُبعِدهُ ألله عن طريقي .. فطريقي ألآن قدْ أنبتَ زهورًا .. وَمع كلً وردةٍ وأخرى تجدونَ أمّي.