افتتح المقال بمقولة شهيرة عن الشعب العربي وهي ،شعباً اذا ضربت الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنباضرب ، فدينهم دنانيرهم وبطونهم الهتهم فإن الغربهو اكبر المستفدين .
انحلت عقد الألسن وانفلتت الأهواء العاصفة منعقالها والعرب التافهون تكاثروا حول هذا الموضوع .لنعد منذ الآن الى جوهر هذا الصراع ، اي الى معرفةالاسباب التي غالباً ما يتم تجاهلها عن قصد بسبمصالح ومطامع مرتبطة بالدرهم والفتنة لتبقى سورياعالقة بين مصالح الغرب ومطامع العرب .
لا شك منذ البداية الازمة في سوريا اخذت طابعثوري ولكن بعد ايام قليلة بدأت صورة الثورة تتبدلبصورة الحرب التي تمولها امريكا ضد النظام لأنهمجرد غير متعاون معها ولا يرسخ لمطامعها في بلدهُوفجاة رأينا دول دكتاتورية شمولية مثل قطر ودولالخليج تقف حليفة لامريكا ، الوحي الديمقراطي نزلعلى امراء قطر والسعودية فكيف لنا ان ننسى اميراطاح بابيه من السلطة ليجلس على عرشه وكيف لناان ننسى حكم قطع الرؤوس في اكبر دول الخليج .
طبعاً وسائل الاعلام القطرية والسعودية دائماً تحاولفي محاولة غير شريفة عن عدم الكشف عن الأسبابالجوهرية لهذا الصراع، ويتبرع هذا الاعلام بتقديماسباب وهمية وشكلية للصراع كأن يفترض البعدالطائفي او الأيديولوجي، فالسؤال هو ما المخفي فيالصراع والذي لا يبديه اي من اطراف الصراعالدولية .
في سؤال اكثر مباشر ما مصلحة قطر في الحربعلى سوريا؟ ما هو هدفها؟ ثم ما مصلحة امريكاوحلفائها من المغرب والمشرق في الحرب علىسوريا بعد ان أكدت سوريا اكثر من مرة انها لاتتصادم بالعنف مع مصالح امريكا في المنطقة وانهامستعدة دائما للتعاون في الحرب على الارهاب ،وللتذكير ايضاً بأن سوريا لم تتخلف عن ارسال قواتمسلحة لمشاركة الحلف العسكري في ذلك الحين لإخراج جيش صدام حسين من الكويت ، وبالإضافةإلى هذا بقيت الجبهة السورية جبهة هدنة مستقرة .اذن ما هو الجديد الذي حرك الموقف الأمريكيلترؤس العدوان على سوريا ، ثم ما هي مصالحروسيا في التصدي القوي ضد الموقف الغربي منالناحية العسكرية والدبلوماسية ، وماذا يخفي ذلك مناهداف باطنية؟ في حين تنازلت روسيا عن مواقفهاإتجاه العراق وليبيا ؟ ولماذا فشلت كل المساعيالسعودية والقطرية والأمريكية في تغيير موقفروسيا ؟ وموقف دولة اردوغان التركية لماذا أصرتعلى التدخل السافر العنيف والمباشر ضد سوريا؟وكيف يتدخل بهذه الطريقة الوقحة بالسلاح والإسنادلمجموعات مسلحة ارهابية؟ والموقف الايراني الذيدفع من خزينة الشعب الايراني الأموال الطائلة داعماالجيش السوري، بل ان تدفق مقاتلين من حزب الله إلى ساحات القتال في سوريا لا يمكن ان يتم دونالرضى الايراني، هذا رغم عن ان الدولة السورية لمتتخل عن علمانيتها وهي تناضل من اجل إبعاد الدينعن السياسة ؟
هذه الاسئلة الجواب الواقعي عليها سيحل لغزتساؤلات يضيق عن الإجابة عنها عمود محددة كلماته، ولكن لابد من الاشارة إلى ان العامل الايراني هوالوحيد المختلف عن مجمل العوامل التي تشكل فيمضمونها هدف واحد من زوايا مختلفة ومتناقضة ،ايران تخشى على حزب الله الذي هو عينها الساهرةفي المنطقة، ولأن الدولة السورية وفرت مناخا ملائمالتنامي حزب الله داعمتا له من ناحية عسكريةوإجتماعية ، وايران ترى في البديل المطروحللحكومة السورية دُمية للغرب ، من هنا تدفع ايرانمن اجل الحفاظ على الحكومة السورية متجاوزة كلالتناقضات ، اما الآخرون جميعا فإن الغاز هوالمشترك لديهم فإذا غاز السارين قتل المئات فإن الغازالقطري قتل عشرات الألوف فالغاز القطريالمشرف على تسييله من قبل شراكة قطرية امريكيةيريد ان يبحث له عن طريق لأوروبا مرورا بسورياومن ثم تركيا وهذا يعني بكل بساطة ان مرور الغازالقطري من سوريا يحدث انخفاضا في سعره وبهذهالطريقة يتم توجيه ضربة قاسية للغاز الروسي،وستحل كارثة اقتصادية بروسيا التي تزود اوروبابكميات ضخمة من الغاز ، وهنا تتضح أسرار التدخلالروسي الامريكي القطري والتركي في سوريا .
ان المصلحة الاقتصادية الغربية هي المحرك وراءثبات المواقف وان الدرهم هو المحرك وراء دعم قطروتركيا للارهاب .