بقلم : زايد خنيفس.
مرّ علينا اسبوع دامٍ بل اسابيع دامية من ربوع سوريا واختناق العشرات بغاز فتاك ومر علينا مقتل العشرات في كنيستي طنطا والاسكندرية فوق أرض الكنانة مصر العربية وهنا على مداخل الكنيسة وساحاتها الداخلية كان الناس على موعد مع الرب ومع وقفة لاسترجاع الم المصلوب وفرحة دخول اورشليم وحمل سعف النخيل التي غطت ازقة البلدة القديمة. الانسان يقتل اخيه الانسان بدون استئذان واصبح بعضهم الحكم والسيف واخذ مكانة الله وعرشه مانح الروح والحياة واتخذوا من الآيات والسِّور تفاسيرا للظلم والاستبداد ونسوا بأن الله خلق عبادةً وطلب السجود له لأنه سبيل الخير والمحبة والتسامح والحياة.
في حلقة التضامن مع ضحايا كنائس ارض الكنانة كنت من الوجوه في كنيسة مريم بواردي في عبلين وعندما قال سيادة المطران (لا يمكن للشر ان ينتصر ما دمنا معاً ومن مع الم المسيح فهو المحبة ولا تكسره اي عاصفة هوجاء وشعب القيامة لا يكسر لأن ألله معنا.
بل اروع ما قاله سيادته بأنه ورغم الآلام يجب علينا ان نعيّد ونفرح رغم الآلام ونزيف الدماء والقتل على الهوية في زمن الصمت المخيف، وفي كنيسة القديسة مريم بواردي في عبلين حضرت الوجوه وغابت وجوها وكانت ملائكة الرحمة حاضرة لا تنسى البشر والقدر والمسافة قصيرة بين قباب الكنائس والصليب وشعب القيامة لا يخذل مهما اشتدت صور الآلام لأن الله معنا والدخول لأورشليم قدر لإتمام الصور والمشهد في حضرة الايمان.
وانطلقت يوم الثلاثاء في شفاعمرو مسيرة التضامن واستنكار جريمة التفجير التي نالت من ابناء الرعية وابناء مصر الذين لهم جذور في ارض الكنانة ومشهد مسيرة شفاعمرو كان ناقصاً في غياب رجال الدين من الطوائف الاسلامية والدرزية وكان جذير في المنظمين رفع هذه المسيرة لمستوى شفاعمرو كلها.
اذا كان للشموع ساعة تطفأ نورها في رحاب الكنائس فإن نور الله في القلوب المؤمنة لا ينطفئ ثانية وايقادها بروح المحبة والتسامح والسلام سيبقى طريقنا مهما اشتدت صور العنف والقتل والتفجير الاعمى وان اعتقد بعضهم بأن الجنة بانتظاره والحوريات فإننا نطمئنه بأنه أخطأ في عنوانه ومن حيث لا يدري فلا يمكن قبض روحاً الا بإذن قابضها ومن يتطاول على عرش الجلالة فهو كافر في كل الكتب والكنيسة والجامع والخلوة باقية لأن شعب القيامة يعرف اتجاه صلاته ولأن الله معنا.