بقلم زايد خنيفس
قاب قوس أو ادنى والزيارة برحاب نبينا شعيب (ع) في الخامس والعشرين من الشهر الجاري والمصادف مئة وخمسة وثلاثين سنة على اقرار هذا الموعد المعطر بمسك النبي واريجه في المكان الجميل المطل على بحيرة جلست على كرسي الخير في مشهد سخره الله زينة من وجبال وسفوح وظلال استراح بها خطيب الانبياء في محطته الاخيرة وعندما بقي واقفا على رجليه يدوس على حية سامة كانت في الواقع مشهد وعبرة ورسالة.
قاب قوس وادنى ونعود اليك نبي الله وخطيبه في الناس من اجل ردهم لعقلهم وايمانهم ورشدهم فلا يستوي مع الله وانبيائه طريق الخداع والغش والله لا يرضى ولا يحب المخادعين واختار شعيب (ع) ليس من ابواب الصدف بل لأنه القادر بأمره اعادة اهل مدين لطريق الخير لان المشهد الاخر وفي ردة البشر وكفرها كان عذاب اليم.
الله سبحانه وتعالى خص شعيب (ع) في مواضيع العدل والامانة والانصاف وهي ملخص الانسانية والمسالك نحو الله.
تعود الزيارة هذا العام وحالنا ليس بأحسن حال بل نشم في الفضاء الواسع نهاية ما فلا شيء كما هو والناس بأخلاقها وتربيتها وسلوكها في تراجع وفقدان البصر والبصيرة وينتقص الخير فينا ومن وجوهنا ومن يقول الحق اصبح منبوذا في مجتمعه ولم يعد لرب المنزل قيمة بين عائلته والتفكك اخذ يتفشى كمرض بداخلنا وطغت المادة على حديث القوم ومسلكها وتبخرت مبادئ الناس وابتعدت عن اصالتها.
تعود الزيارة هذا العام ولست متفائلا بل ان التشاؤم اصبح عنوانا في القتل في شام العرب واليمن السعيد وعلى ابواب ارض الكنانة.
نعود الزيارة هذا العام ونوابنا في البرلمان يتقاتلون بدل ان يكونوا في مشهد اخر واوضاعنا في الارض والمسكن في خطر محدق بلا خرائط هيكلية ولا قسائم للازواج الشابة ومئات البيوت مهددة بالهدم.
في الخامس والعشرون من نيسان من كل عام يزداد شوقنا لملاقاتك سيدي النبي عليك السلام فانت ملاذنا نحو طريق الله والامل الاخر بحياة اخرى يسودها العدل والحب والتسامح وفي ذلك الموعد يصبح مرجك الاخضر مرجا اصفر فهنا اخذ النبي يبحث عن مسالك جديدة في السفح المقدس وفي الهدوء المخيف اسمع عن بعيد صهيل خيولك القادمة بألوانها في مرجك المقدس.