نسائم
نثرت ما في جعبتي من كلمات، واخترت أصدقها وأجملها؛ كي أسطّر أجمل ذكريات الأيّام في المدرسة الثّانويّة. فانحنت الأقلام، وسكتت الكلمات، وفاح النسيم، فنثر عبيرها؛ فعبقت كالأزهار، وعجز اللّسان في تعبيره عن الذّكريات الجميلة العذبة، الّتي قضيتها هناك. فجميعنا نحمل صداها في أعماق ذكرياتنا. ليت هنالك ما يردّ، ويعيد هذه السّنوات، ولا يفرّقنا، لكنّه القدر. فصول تأتي، وفصول تغيب، وكلّ شيء يذوي في وقته. لكنْ هنالك شيء ما زال يزهر، ويضاحك النّدى. إنّهما الحبّ والإخلاص اللّذان أكنّهما لكم!
فالذّكريات الجميلة كسرب من الطيور، لا يمكنك القبض عليها، ولكن يمكنك الاستمتاع بمرورها أمامك، فستمضي الأيام، ونتخلى عن أشياء أدمنّا عليها، سنترك رفاقا، سنلغي حلما، واخيرا سنتقبّل واقعا. فحياتنا عبارة عن واحة من الذّكريات. فيا ترى، ماذا يخبئ لنا الزّمن؟ فاسرقوا من العمر حياة، قبل أن يسرق العمر أجمل سنوات حياتكم!
أريج
***
هدى أمون/دير الأسد-الجليل
------------
أعرف فتاة طيّبة، تحبّ الخير. أحبّت إنسانا بقلب صادق وصاف، وهبّت عاصفة من الضّباب؛ لتعكّر ذلك الجوّ الصافي. لم تحسن تلك الفتاة التّخلص من الضّباب؛ فسيطر عليها. هطل المطر على حبيبها؛ لإخفاء دموعه، تعكّر صفوه، وظهرت الغيوم السوداء بينهما. حاولت الغربان إبقاء الضّباب، وبالطّبع حاولت الفراشات إرجاع الصّفاء، ونقاوة الجوّ. بقي هذا النّزاع والتذلّل، التّخبّط والتّلخبط فترة زمنيّه ليست بالقليلة. ليست قصوى، وليست صغرى، ولكن الفراشات نجحت في إرجاع صفاء الجوّ، وإعادة الحبيبين إلى جنتهما! ولّى الضّباب والغيم الأسوَد، والغربان تتخبّط بعيدا، تبكي، وتشكو همومها. اللّهمّ، أبعد كلّ شرّ عن هذين الحبيبين. لتهدهما، ولتتعلّم الفتاة من خطئها، وتدرك قيمة الأشخاص الّذين بجانبها قبل أن تختار، ولتعش هي وحبيبها معًا أحلى حياة. لترافق السعادة، الموسيقى، الحنان، الرائحة العطرة والطيّبة دربهما، ولتمدّهما، يا الله، في طيلة العمر وراحة البال!