شَعْبان هدى أمون/دير الأسد-الجليل
---------------------
شعبان يعيشان في دولة واحدة. أحدهما الأكثريّة والآخر الأقليّة. لديهما نقاط مشتركة وأخرى متضادّة. يحتفل الشّعب اليهوديّ بعد أيّام بعيد الاستقلال. يوم أقيمت هذه الدّولة، واستقل الشعب فيها. ولكن هذا اليوم أيضا هو يوم حزن وتعاسة للشعب العربيّ فيها، ويعدّ بالنّسبة له يوم النكبة، يوم احتلت ارضه، وسلبت حقوقه منه، يوم تهجّر الكثير من أبنائه. فهذه ذكرى حزن للعرب، ومأساة قد حصلت في مثل هذا التّاريخ. لدى كلا الشعبين قصّة تُروى عن هذه الأرض، وبنظر كلّ من الطّرفين أنّه هو الصّادق. قصة تروى أنّ المحتفلين بالاستقلال عادوا إلى أرض أجدادهم، واستعادوا هذه البلاد الّتي من حقّهم حسب ما يرونه هم. وأمّا قصّة العرب، فهي أنّهم يعيشون في أرضهم فلسطين منذ البداية، وعلى مرّ التّاريخ. فكانت أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم. مأساة وفرح في نفس اليوم، وكلا الطّرفين يجد نفسه محقّا. وهل يتّفق هذان الشعبان في مرحلة من المراحل سلميّا، ويصبح لشعبنا دولة مستقلة له؛ ليعيش فيها، ويحقّق السعادة، وتنتهي الصّراعات؟