نظرية التبعية هي نظرية من مجال العلوم الاجتماعية، مفادها بان الفقر والضعف والحاجة هما من الاسباب الت تؤدي الى الاحباط والضياع, التابع هو انسان فاقد للهوية وللحرية يخجل من نفسة ومن لغته وحتى دينه, يحاول دائما ان يفسر الامور والاحداث بمنظار ورغبة اسياده, التابع عبد مأمور يفعل بما يأمر, مجتمعنا الذي يعيش حالة من الضباب والجهل والتدهور, لا يرى بالأفق مستقبل واعد, اذا من سيقود هذا المجتمع ومن تكون نخبه!!!!.
اليوم وبعد 69 سنه من قيام الدولة, حان الوقت أن نسال انفسنا عن القيمة الإضافية التي تحظى بها هذه الطائفة في اسرائيل, خاصة بعد ان قدمنا واجباتنا وشاركنا في بناء الدولة وفي وقت تامرت عليها دول وشعوب وحتى اشخاص يهودية وغير يهودية. الطائفة المعروفيه اثبتت ولائها وكانت مثالا ايجابيا للمجتمعات العربية في اسرائيل, الطائفة لم تحصل على المساواة بالرغم ما قدمته للدولة, بل العكس هو الصحيح, من هذا المنطلق يجب ان نقيم وضعنا الاجتماعي السياسي والديني ونسال ما هي الانجازات او الإخفاقات التي وصلنا اليها, وهل مسار النخب والقيادات على صدق وهم كفئ للمناصب؟؟ هذا السؤال يجب يكون مؤشر مهم حتى نستطيع ان نتقدم الى الافضل وان لا ندور في حلقه مفرغه من التخلف والرجعية, وان نكون مجتمع مثقف وواعي يواكب التحولات والتقدم بثقه وبمسؤوليه. من اجل الجواب عن السؤال يجب ان نقارن وضعنا مع المجتمع اليهودي ومن ثم العربي وان نكون صريحين وجديين وان لا نضع انفسنا بين توازنات غير صحيحه فالحقيقة تحتاج الى الشجاعة والمواجهة.
اخواني عند قيام الدولة كان عدد ابناء الطائفة المعروفيه حوالي 17 الف نسمه والعرب 150 الف نمسه واليهود 650 الف نسمه فقط, سنة 1956 سن قانون التجنيد الالزامي ومن يومها الى الان يقدمون ابناء الطائفة واجباتهم المدنية ويشاركون تحمل عبئ المسؤولية في الدفاع عن الدولة, بينما اعفي من قانون التجنيد مواطنين يهود متدينين والمواطن العربي. كذلك سن قانون الاحوال الشخصية التي غيرت الهوية والاعياد واقرت المحاكم الشرعية الدرزية وبعدها التعليم الدرزي ومن ثم التغير الجوهري في هوية الانسان الدرزي الى شخصيه موهومة بالتفضيل والمساواة في الدولة.
الحقيقة اذا قارنا انفسنا مع المجتمع اليهودي في مجمعاتهم السكنية, والتعليم والصناعة والزراعة والتطور فهناك فرق كبير جدا وشاسع ولا يمكن اغلاق الفجوة وان نتساوى معهم, علينا ان نقر بالحقيقة. اما اذا قارنا انفسنا مع المواطن العربي فقد نلمس نوع من المساواة وفي بعض الاحيان هو لصالح المواطن العربي الاسرائيلي, فعلى سبيل المثال مستوى التعليم في الوسط العربي اعلى منه عند ابناء الطائفة المعروفية, والتصنيع موجود في القرى العربية وغير موجودة في قرانا, القرى العربية في الشمال والمثلث تعتمد على الزراعة العصرية واغلبية اراضيهم لم تصادر بينما فقدنا مصدر زراعة الأرض وما تبقى هو للسكن واذا قارنا سياسة مصادرة الارض فللدروز صادرو اراضيهم بحجج كثير ما بين 75% - 80% بينما للعرب 70%, فحكومة اسرائيل اعادت حوالي 9000 دونم منطقه عسكريه لسخنين وعرابه, كذلك ارض الروحة اعيدت لام الفحم والقرى المجاورة, بينما للدروز صادروا الارض وبدون تعويض. تخصيص اراضي للبناء هناك فرق شاسع لصالح المواطن العربي وانظروا مدخل مدينة ام الفحم لتتبينوا جبل كامل ارض دوله خصص للشباب هي بمثابة قريه بحد ذاتها, وهناك تخطيط متقدم لإقامة مدينه عربيه بين الجديده وشارع عكا صفد تحت اسم مدينة "الطنطور", بينما على الجندي المسرح ان يشتري ارضه للبناءة بمبالغ طائلة واذا بنى بيته على ارض ورثها عن ابيه فهو مهدد. واذا قارنا التوظيفات الرسمية فهناك حاكم ثاني في محكمة العدل العليا الحاكم سليم جبران وقبله الحاكم عبد الرحمن الزعبي, وهناك وزير سابق مع وزاره وميزانيات السيد غالب مجادله, كذلك مدير عام وزارة الداخلية في عهد الوزير اوفير بنس السيد اوسكار ابو رزق عربي من يافا والسيد ايمن سيف من كفر قرع موجود في مكتب رئيس الحكومة مسؤول عن الميزانيات للعرب والدروز وقد تبوئ السيد نواف مصالحه منصب نائب وزير للخارجية, وكان عربي نائب لمدير الضريبة في اسرائيل كذلك الميجور جنرال حكروش في الشرطة ومدير لواء حيفا عربي ومدير مستشفى نهريا عربي وهناك الكثيرين من الوسط العربي يتبوؤون مناصب رسميه وتثق بهم حكومة اسرائيل. على الصعيد الشخصي اتشرف بهم.
واذا قارنا وضعنا مع المواطن العربي فنلمس بان هناك شباب من الطائفة تبوؤا مناصب هي موقع اعتزاز وتقدير لنا جميعا وهذا يعود الى شخصية الفرد, ثقافته ومقدرته, ولكن اذا قارنا بين مجمعاتنا السكنية والعرب لا نرى فرق كبير وانما نفس التعامل واحيانا يميل الاهتمام لصالح المواطن العربي. اذا سألنا لماذا الوضع يتدهور حتى وصلنا الى هدم بيت وتهديد بهدم بيوت فالفرق ان النخب في مجتمعنا فقدت انتماءها وهويتها بينما العربي يعتز بهويته ولغته ودينه وعلى هذا يناضل ويعمل لإثبات وجوده والمؤسسات تتفهم هذ وتعطي المواطن العربي حقوقه لان المواطن العربي الاسرائيلي منظم ضمن مؤسسات مدنية مستقلة يعرف التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية بمهنيه وبمعرفه وحسب القانون وليس بالعاطفة والوعود. نحن ابناء الطائفة الدرزية نستغل النضال العربي لنحصل على حقوقنا ولا نحصل على الحقوق لأننا مواطنين موالين قطعا لالالا. اذا لماذا التنكر للعلاقات العربية الدرزية اذا الحكومة نفسها تثق بالإنسان العربي وتعطيه المناصب الهامه؟؟؟ لماذا كل سياسي مبتدئ يبدا مشواره السياسي بالتهجم والتنكر للعرب, هل اظهار الكراهية للعرب هي بطاقة لدخول المحافل السياسية, هل التملق والنفاق مسار وهوية لنخب وسياسيين دروز في اسرائيل طبعا لالالا؟؟ المعروف في علم النفس الاجتماعي (سيكولوجية الانسان المقهور) ان الانسان المضطهد يحاول دائما ان يبرر وضعه مقابل من هم ادنى منه وبات في اعتقاد بعض الشخصيات الدرزية ان المواطن العربي اقل قيمه من الدرزي واذا تهجم عليهم فسينال احترام الاسياد, مع العلم ان اسيادهم يفضلن العربي على الانسان الدرزي حتى لو تبوأ اعلى المناصب, لان المواطن العربي ليس في الجيبة وهم اقليه قوميه تؤثر في الداخل والمنطقة والعالم.
خلاصة القول لا فرق في التعامل ما بين ابناء الطوائف المعروفية في اسرائيل وبين المواطن العربي الا بالمنفعة, والفرق هو ان المواطن العربي يناضل ويحصل والدرزي يستند على عطف وشفقته, الخواجة وعليه من اجل نيل حقوقنا يجب التحرر من عقدة السيد خواجة وأذنابه ومواجه المؤسسات الحكومية بعقلية الفاهم والواعي والواثق بنفسه, علينا بناء مؤسسات مستقله بمعزل عن التقلدين والمنافقين.
في النهاية ومما لا شك فيه بات واضحا ان الانسان الركيك والفاقد لشخصيته لا رجاء منه وبعضهم نخب في طائفتنا يتحلون بالوقاحة والانحطاط وحتى التنكر لدينهم ولغتهم. هذا الصنف من الشخصيات يتكاثرون كالجرذان في المجارير منهم من يتبوأ مناصب عالية يحاولون خلق نوع من القادة الموالين ولاء اعمى وعلى حساب مجتمعهم حتى منهم من يصادق على هدم البيوت او استغلال البناء الغير مرخص للتأثير على مستقبل الشباب ويتدعى ان البناء الغير مرخص مساس بحقوق ومكانة الطائفة مع العلم ان منهم من بنا مجمع تجاري بدون ترخيص ويحسبون بتآمرهم سيحصنون من القضاء. نهج هؤلاء المرتزقة ووقاحتهم وتبعيتهم سلوك خطر من هذا المنطلق ينكرون اصلهم ومن ينكر اصله لا اصلا له ن ومن ينكر دينه فلا دين له والخائن والمتآمر ما هو الا عبد والعبد لغته العصى وهذه اللغة التي يستعملونها لترويضهم. نحن مجتمع سئم قيادات هي صور متحركة وتجار سياسه, ذئاب وعود وعند الحاجه قرود, نقول لهم ارحلوا عنا لا نريد نفاقكم ولا وقاحتكم ولا ضعفكم فانتم بنهاية المطاف تبع تتبعون خدمة الاسياد وتتنكرون لذاتكم فنحن لسنا منكم وانتم لستم منا حتى لو ولدتم دروزا.
باحترام خليل حلبي دالية الكرمل