حقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيّين، وحقّ العودة والتعويض، وحقّ التحرّر السياسيّ والاجتماعيّ و...، أو حقّ تقرير المصير وبناء الدولة المستقلّة، وحقّ ....؛ كلّها معالم أساسيّة وبارزة للقضيّة الفلسطينيّة.
فرض الأسير/ة والمعتقل/ة الفلسطينيّ/ة الاحترام على أعدائه/ا، وعلى ...، وعلى الشارع الفلسطينيّ ... استطاع هؤلاء الأبطال والبطلات أن يكسبوا عاطفة العدوّ والصديق، والقريب والبعيد، و... وبمطالبهم المنطقيّة أقنعوا عددا لا بأس به مِن الشارع اليهوديّ بعدالة قضاياهم، وبأحقّيّة مطالبهم، وبمراجعة حساباتهم و...، ووسائل إذلالهم، وبأساليب عنصريّتهم. وبسلوك أسرى الحريّة الإضراب عن الطعام المقاوم، وصمودهم البطوليّ، وبإرادتهم الصلبة فتحوا قلوب وعقول ووجدان أبناء شعبهم، وسكنوها؛ فأصبحوا محرّكا وموّلدا في صنع القرار ، وقيدا متّزنا ومرشدا واعيا في اتّخاذه.
ذكّرت الهبّات الفلسطينيّة الكثير من الكتّاب والسياسيّين بتاريخ القيصر يوليوس؛ فنفذ السهم الفلسطينيّ مرّات، وعبر الفلسطينيّ نهر الروبيكون وحواجز الخوف بشجاعة وبتضحية و...
أعتقد أنّ إضراب الأسرى والمعتقلين الحاليّ فرض بيئة وتطوّرا عمليّا على أدوات صنع القرار الفلسطينيّ، وسوف يلعب دورا مؤثّرا لصالح الديمقراطيّة، وحقوق الإنسان، ومناهضة الظلم والتمييز والعنصريّة، والإصلاح السياسيّ ، و... والدبلوماسيّة الشعبيّة، ولصالح كافّة القضايا الفلسطينيّة العادلة والمعلّقة.
أحيى الإضراب الوسائط الإلكترونيّة، وانطلاق حملات الرأي العام الضاغط على المكوّن الداخليّ الفلسطينيّ لصنع القرار الذي سيحدّ من قدرة قوى إقليميّة وعالميّة، تشكّل المكوّن الخارجيّ لصنع القرار المؤثّر على القيادة الفلسطينيّة في اتّخاذ قراراتها؛ فبالرغم من ضعف سلطات الدول العربيّة، ووهن أنظمتها، ورجعيّتها، ومؤسّساتها الشعبيّة، ورغم شراسة وبشاعة وانحياز السياسة الأمريكيّة ونفوذها "الديمقراطيّ" على صنع القرار العربيّ، والفلسطينيّ بشكل خاص، سوف يدفع الإضراب قيادة فلسطينيّة شعبيّة جديدة، لتتبوّأ القيادة والمناصب الر سميّة القادرة على اتّخاذ القرارات الصعبة..
لكن، في زحمة التضامن مع الأسرى والمعتقلين، أرى تعاطفا مزيّفا، ونفاقا مفضوحا... ما أسهل المشاركة بالثورة بعد حدوثها!
في الماضي، كنت أردّد كثيرا الحديث الشريف: آيَةُ المنافق ثلاثٌ: إِذا حدَّثَ كذبَ، وإِذا وعد أَخلفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خان، على اعتبار أنّ صوت المنافق/المخادع كان قويّا نسبة لصوت الصادق/الأمين، أمّا اليوم، فلقد حقّقت مقاومة الأسرى والمعتقلين النصر للنضال الأمين والصادق والمستقيم كأقصر مسافة بين نقطتي الاحتلال الحريّة.
طالما عانى الشعب الفلسطينيّ من خيانة بروتس واغتيال قيصر؛ فحريّ بابناء الشعب الفلسطينيّ ان يلفظوا الخونة، ويبرّون بيمينهم، ويفون بوعدهم.