( وَ قضى ربّكَ ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدينِ إحساناً ) ..
بقلم : نوران ضرار كتانّي
طِلعت من عِندهن وقلبها مِتل جَمرة النّار ، مِش عارفة ازا القرار الّلي أخدتو كان صح ، عَم تمشي وعم تسأل حالها ألف سؤال ،، أولهن ؛ يا رَب يكون يستاهل !
ركضت لعندو وحكتلو ؛ أهلي رفضوك بس أنا بدّي ياك ، قالتلو بصوت كُلّو رجفة خوف وتنّهدت بقوة يلا نروح من هاي البلد!
قالها بس اتزكري .. فش اشتقت لإمي ولحضنها ، ولا لحنان أبوي وضحكتو ، اعرفي واختاري يا بنت الحلال..
سكتت شوي وبقلبها في ألف سكينة وسكينة كُل واحدة أقوى من التانّية ، وقالت مَا دام في حُب كُلشي مع الوقت بنحل !
!" هيك كان يتهيألها "
وفعلاً ، طلعوا من البلد وسافروا وتزوجوا هُناك .. مع أول يوم بكيّت وقالتلوا ؛ كان حلمها تشوفني بالأبيض وأنا حرمتها حتّى من فرحتها!
بكي معها وشدّ عإيدها وقالها ؛ بتمنّى أقدر أعوضك محل أهلك !
هون هي كانَت مِتأكدة إنه ولا شخص مُمكن يحِل محل حدا من أهلَها ؛والحكي الّلي قالها ياه ليواسيها وبس...
مَرق الوقت .. ومِشيت هالحياة معهن .. إم سلمى مَتحملتش عدم رجوع بنتها ، ومن الخوف عليها والشوق إلها بسكتة قلبية ودّعت الحياة..
أبوها كان متمالك حالو لوقت ما خِسر شريكة دربو وحياتو ، وحِلف ما بشفي غليلو إلّا الدّم!
وصل الخبر لسلمى ، صاحبتها نور كانت دايماً تحكي معها ، قالتلها بخبر وفاة امها وطلبت منها تقوّي حالها ، وقالتلها رسالة من إمها ؛ ماتَت وهي راضية عليكي !!
آه .. راضية عنها ؛ قَلب الأم وطن بحالو ، عُمرك ما بتفهم رُبع حنانها إلّا لّما تشوف ولادك حواليك..
انهارت سلمى وطلبت من يوسف ترجع للبلاد تشوف إمها لآخر مرّة .. رفض يوسف .. بس مع ضغط سلمى رجعوا عبلادهن و ع حارتهن ..
مقدرتش تعمل إشي ، غير إنها راحت شمّت تراب قبر إمها وصرخت بكل عُلو صوتها ؛ وينك يا إمي !!!!!
مَرق شهرين من بعد هالحادثة ، سلمى متخبية متل الحرامية ، ويوسِف زهق عيشتو معها !
يوسف صار يطلع من البيت ميرجعش غير وجه الصُبح ، ريحة أواعيه مَشروب ، بِحُط راسو وبنام..
بطّل يفرق مَعو إشي ، تحولّت حياتو لنزوات من ليلة لليلة ،، ومن مَشروب لَمشروب..
خربت حياتهن .. بليلة ملهاش ضَو قَمر ؛ قالتلو لي هيك عم تعمل فيي ، عم تخوني وعم أعرف وأقول يمكن غلطة وبتمرق ، بترجعلي سكران لتنام ؛ بلا حكي وبلا جواب !
غلطت أنا لّما فكرّت في حدا أحن علي من أهلي ، إمي ماتت بحسرتها عليّ ، وأبوي بعرفش عَنّو إشي .. وإنت من واحدة للتانية ، على غرامات وحُب كُل ليلة !
رفع صوتو فيها وقالها ؛ البنت يلّلي ملهاش خير بالّلي ربّوها وتعبو سنين عشانها ، ملهاش خير بحدا !
ضحكت ضُحكة الندم ووقعت عالأرض من شدّة دموعها ؛ مَعك حق .. محدا بستاهل أكون عاقّة لأهلي عشانو ضبّت غراضها واختفت من حياتو ،، بعد ما كانت هِيّي حياتو..
ألحُب هو أحلى إشي بالوجود ، ويا محلا لّما يكون حلال وبرضى الاتجاهين .
عُقوق الوالدين من أسوأ إشي ممكن يعملوا الولد لأهلو ؛ إكسب رضاهن لتعيش برضى الرّحمن ..
الحُب يلّلي شايف نهايتو وعَم يأذيك ؛ تتعمقش فيه .
"غِلطت سلمى؛ ولإنها مكنتش مرضيّة ؛ قتلت ناس بطريقها ؛ فقتلها ربنا بفقدانها لأغلى الأشياء عندها.. آخرها كان ؛ هَداك الشخص الّلي استثنته من البِداية " !!