شَكْوى...
لستُ متمرّدا ..
يا سيّدي القاضي
قلمي هو المتمرد.. الأكبر
يُحْرِجُني .. فأُحِبّه
يتحدّاني .. كما يتحدّاك
يا سيّدي القاضي
أعرف.
أنكَ غاضب منّي
وأنا غاضب من قلمي
رغم أني أحِبّه
يزحف صامتا،عاريا،
حافيا، جافّا نحوَ الحقيقة.
ليستَفِزّني
أحبه لأنّه عربيّ بالوراثة،
يُحب القتال والخصام
من قبل أن يولد،
يحبه "أبا عن جَدّ"
منذُ داحِسَ والغبراء
وبني تغلب، وبني مُرّة.
يُقاتلُني
أُسْوَة بالمتقاتلين الجُدُد
كالمؤمنين حين يقاتلون
المؤمنين
باسم الله ..والإيمان
و"الكفّار حين يقاتلون "الكفار"
باسم الأخوّة
والحريّة
والمساواة
والإنسانيّة
وأُسْوَة بالسّنّة الذين يقاتلون الشيعة
باسم الإسلام!
والشيعة الذين يقاتلون السنّة
باسم الوطن
والإسلام أيضا
وحماس التي تُخاصم فتح
باسم فلسطين
وأسْوة بإسرائيل التي تقاتل
الفلسطينيين
باسم الدين
وباختيار الله
وأسوة بالمستوطنين
حين ينهبون الأرض
باسم التوراة
وبِشَهْوَة القتل.
والجنود على الحواجز
حين يقتلون
الأطفال... عالسّكّين
كالبطّيخ!!
وباسم النظام
والقانون
وباسمك يا سيّدي القاضي.
هذا هو قلمي،
يُحْرِجني لكنّي أحِبّه،
يعرّيني ... فأحِبُّه أكثر فأكثر.
وحين يقاتلني،
كداعش
والنَصْرَة
وبوكو حرام
وحراس الهيْكل
وتاج محير
أغضب منه
فأشكوه لك ..
يا سيّدي القاضي
وأنا أعرف أن:
"الشكوى لغير الله مَذَلّة"
2017/6/7