عِنْدَمَا يَخْجَلُ المَرءُ مِنْ نَفْسه !!
19/06/2017 - 02:58:33 pm

بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبوسنان.

 

   يرقب المرء في يومياته وخلال لقاءاته وتجواله، ومجالساته مع الغير وربما مع مجموعات ، نعم يرقب ويشاهد ويدرك الكثير الكثير من التصرفات الصادرة مرةً عن فرد وأخرى عن أفراد، وكذلك ربما عن آباء وأمهات وأصحاب مناصب إجتماعية ثقافية تربوية، وفي بعض الاحيان من أُناس لهم مكانتهم الاجتماعية والثقافية على الصعيد المحلي أو القطري، وقد يمتعض هذا المرء او يستاء، أو يخجل من جرّاء رؤية أو ملاحظة أو من جرّاء إدراك الامور التي سبق ذكرها.

   فلهذه ألأمور ألآنفة الذكر التي تعتبر داءً في صفوف المجتمع ومن دونها يكون المجتمع أفضل في نواحيه العديدة في الحياة اليوميّة ، أفضل إذا خلا المجتمع منها، أفضل إذا إستُبدِلت بأحسن منها، أفضل إذ قضي عليها كُليّاً .

   ومحاربة هذه الامور أمر ليس بالسّهل، فالمرءمن أجل التمكّن من محاربة هذه الظواهر بحاجة ماسّة الى ضمير حي، فإذا وُجد هذا الضمير يسهّل غالبية الامور على صاحبه، وربما يعمل هذا الضمير على القضاء قضاءً مبرماً على السلبيات غالبيتها ان لم يكن كلّها.

   وهذا ألضمير أخي القارئ  أُختي ألقارئة يوجه المرء الى الشعور بالمسؤولية الذاتية تجاه النفس، تجاه الاسرة وتجاه المجتمع بكامله.

وعند صدق هذا الضمير في توجيهه للمرء يبدأ هذا المرء بالتفكير ملياً في كل تصرّف يقوم به، ان كان بإرادته أو بغير ارادته، وما من شك أنه يبدأ بالتركيز وبالتمييز للأفضل وللأحسن، وقد يصل هذا المرء الى البدء بالخجل من نفسه، فاذا صارح نفسه بصدقٍ فبدون أدنى شك أن شعوره بالخجل من نفسه عند إتخاذ طريق المراوغة مع ذويه، مع أقرانه، مع أصدقائه ومع مجالسيه حتماً، إنه يحجم عن هذا الاسلوب في المراوغة ويُعيده ضميره الى الصواب ويضع حداً لهذا التّصرف.

وقد يتراجع المرء في بعض الاحيان عن النميمة والنفاق والرّياء  إذا شعر فعلاً بالخجل من نفسه، فماذا يعلل لنفسه في تصرفاته هذه التي قد تسيء له ولذويه وربما تكون نتيجتها سلبية على المجتمع، وهنا لا تعليل مقبول مطلقاً.

   وما من شك ان المرء الذي خطط لنفسه طريقاً كلها كذب، يكذب في كل ما ينفذه، وفي كل ما يتصرّف حتى مع أقرب المقربين عليه، وألأصعب من كل الحالات انه يكذب على نفسه، وعلى اسرته، زوجته أبنائه ومن ثم يتوسع أكثر وأكثر، فاذا شعر بالخجل مرة واحدة وبدأ يخجل من نفسه اذا تمكن من ذلك طبعاً!!! فقد تتغلب هذه النفس على تصرفاته رويداً رويداً، وقد يتراجع هذا المرء عن نهجهه ويطبّق هذه التصرفات ويكفّ عن الكذب وإفتعال الدعايات التي قد تسيء لفلان ولعلاّن وبقصدٍ ، عندها هو نفسه يشعر أفضل، ضميره يرتاح واموره تبدأ بالاستقرار ويثنى عليه ويكون مثالاً للآخرين!!!.

   فالشاب ورب الاسرة والام ربة الاسرة ، هؤلاء الذين يعلّق الامل عليهم في توطيد ركائز المجتمع الانساني المثالي، اذا حادوا أو انحرفوا وسلكوا سلوكاً غير مقبول في الخيانة وقلة الوفاء تجاه انفسهم وتجاه اُسرهم، فعندما يبدأون بالخجل من انفسهم بحقٍ وحقيق لا بد الاّ ويجدون الطريق الصواب، ويتراجعون عن هذا النهج، ويبدأون بحساب النفس التي ترغمهم إذا صدقوا بمحاسبتها على ترك مثل هذه التصرفات، لأصلاح الأحوال، عندها تكون النفس قد تغلبت والزمتهم ان يخجلوا من انفسهم من أجلهم هم أولاً ومن أجل غيرهم ثانياً، والامثلة لا حصر لها في حياة الناس.. فبدون ريب انه يترتب على المرء أيّاً كان هذا المرء ولا يهم هنا انتماؤه الديني، الطائفي وحتى السّياسي فالمهم  انه انسان وانه عنصر في المجتمع يمكن أن يفيد، ويمكن ان يكون لبنةً هامة في توطيد دعائم المجتمع ولو بقسط صغير، كل هذا يمكن ان يحدث عندما يخجل المرء من نفسه حيث ينبذ الشوائب والسلبيات ويسلك السراط المستقيم ويكون عندها قد عمل في مصلحة نفسه ومصلحة ذويه ومصلحه المجموع.      

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق