أحلام
***
هدى أمون/ ديرالأسد-الجليل
في إحدى اللّيالي،لم أدر ما ذلك الشّعور الّذي اعتراني،عندما سمعت عن آلام صديقتي العزيزة،تلك الصّديقة الّتي لا تؤمن بجمال الحياة،ولا تؤمن بالجوانب الإيجابيّة منها. فهي تعيش قصصًا تعيسة، وتؤمن أنّه منذ ولادتها لازمها الحظّ السيّئ. كم أردت مساعدة تلك الفتاة ماديّا ومعنويّا... تلك الفتاة تحلم، وقد تدمّرت أحلامها أمام ناظريها! تخدّشت نفسها مع مرور الزّمن. فتاة فقدت الأمل في كلّ شيء جميل، أعادها الزّمن إلى العهود السابقة، حيث أنّه على حواء عندما تصبح بالغة للزّواج،عليها إيجاد شريك لحياتها! ... ولكنْ، ليس أي شريك، بل ذلك الشّريك الّذي يختاره والداها، ونعَته النّاس بالنّصيب. فكلّ شابّ يظهر أمامها هو فتى الأحلام الّذي سيحظى بها. وتنهدر الأحلام عبثا،ويصبح التّعليم مجرد حلم، من المستحيل تحقيقه. تلك الأنامل الّتي اجتهدت، منذ طفولتها حتى تخرّجها، لم تخلق إلّا لذلك الخاتم الّذي سيجعلها سجينته الأبديّة! وحكم عليها بالإعدام إعدام الأفكار،التطلّعات والتعليم! فقد أصبحت تلك الفتاة جسدًا بلا روح،جسدًا يمارس عملية التنفس فقط!فما عساها أن تفعل بعد أن اتّخذ قرار إعدامها،بعد أن خفّ تدفّق الدّم في شرايينها،وأصبح نبض قلبها ضئيلا؛فتصرخ روحها بأعلى صوت:أغيثوني من الموت المؤبّد... فيا ربّ، ساعد تلك الفتاة، وأنِر دربها، ولتعدْأحلامها تلمع في مخيّلتها؛ لتحقّق مبتغاها، ولا تهدر تعب أناملها ثمانية عشر عاما هباء منثورا. اصعدي الى العلا، وجِدي تلك المهنة المناسبة لك، وليفهمِ الجميع بأن الرّجل ليس مَن يحقق أحلام الفتاة، بل، مَن يدوسها، ويدخلها ألى الحضيض أحيانًا كثيرة،لأنّ التعلّم هو سلاح كل فتاة، فلا تجعلنأحلامكنّ رجالا!