مفاجأتهم متوقّعة راضي كريني
ردّ قائد الأركان الإسرائيليّ، جادي أيزنكوت، على "السرّ " الذي نشرته/كشفته صحيفة وول ستريت جورنال: "نعم، إسرائيل تساعد سرًّا، وتحوّل الأموال إلى المتمرّدين في سوريّة، ...، مئات الأطنان من المعدّات تنتقل إلى سوريّة، هذا واجبنا كجيران ويهود ... تموّل وزارة الدفاع الإسرائيليّة علاج 3000 سوريّ ... في الماضي، صرفت الوزارة 26 مليون شيكل على هذا الأمر ".
وتحاول القيادات السياسيّة والأمنيّة الإسرائيليّة الإقناع بالتضليل والافتراء والافتئات و... أنّها "تساعد" القوّات المعارضة للأسد، بهدف ضمان منطقة عازلة صديقة "الجوار الطيّب" ... لكن، الكثير من الإسرائيليّين، مِن يهود وعرب، ومِن العرب السوريّين، في هضبة الجولان المحتلّ، حاول الإقناع بالحجّة والبرهان وبالدليل القاطع أنّ إسرائيل تزوّد الجماعات المسلّحة الإرهابيّة في سوريّة؛ بالمال والسلاح والذخيرة والمعلومات الأمنيّة الاستخباراتيّة والعلاجات الطبيّة، وتقوم بتدريبها، وبتوجيهها، وبربطها بوحدة عسكريّة أمنيّة إسرائيليّة تشرف عليها وتقودها وتخطّط جدول عملها ونشاطها و... وإرهابها ومجازرها، و...
كُنّا بيّنا أنّ الهدف من وراء هذه "المساعدات" هو تدمير الدولة السوريّة، وتقسيمها، والقضاء على القَضيّة الفلسطينيّة، و... وإنهاء لبنان المقاوم والوطنيّ، والقضاء على إيران كدولة إقليميّة، وجعلها رديفة متخلّفة للسعوديّة، أو في أسوأ الحالات رديفة خلفيّة لتركيا وقطر و... وكُنّا كشفْنا كيف أنّ المستشفيات الإسرائيليّة كانت تفضّل علاج أفراد هذه الجماعات على المرضى الإسرائيليّين؛ فعلاجهم كان أربح لها. وبيّنا كيف أنّ إسرائيل كانت تقبض ثمن هذه الخدمات أضعاف ما تصرف عليها، مِن دول "الحلف السنّيّ"، الخاضعة لأوامر السيّد الأمريكيّ!
واليوم، لا نستغرب مِن التدخّل/التلاعب الإسرائيليّ بانقسام وخلاف "الحلف السنّيّ"؛ فإسرائيل تمسك بكميّة كبيرة مِن الحبال المقيِّدة والموجِّهة؛ كي تتقاسم الثروة والسيطرة و... والأرباح والهدايا السياسيّة والاقتصاديّة مع الولايات المتّحدة وتركيا، مِن دول ومشيخات الرجعيّة العربيّة.
واليوم، نؤكّد على أنّ مصير مليشيا "فرسان الجولان" وقائدهم "أبو صهيب" (ثمنه 5000 دولار شهريّا)، و"لواء أسود الرحمن" وغيرهم من العملاء، لن يكون أفضل مِن مصير مليشيا "جيش جنوب لبنان" وقائده "الجنرال" أنطوان لحد؛ بل أسوأ.
ونحن بدورنا، لن نتفاجأ أن تعارض هذه المليشيات العميلة انسحاب إسرائيل من الأراضي السوريّة المحتلّة بدون أخذها بعين الاعتبار، كما لن نتفاجأ بأن يكون مصيرها الهلاك أو الفرار إلى كلّ بقاع العالم، ما عدا إلى إسرائيل؛ فإسرائيل لن تكرّر تجربة استقبال الفارّين من ميليشيا "جيش لبنان الجنوبيّ" على أراضيها، بعد انسحاب قوّاتها المحتلّة من جنوب لبنان في مايو/أيّار سنة 2000.
نحن نعرف حجم المعاناة التي عاشها أفراد جيش لبنان الجنوبيّ في إسرائيل، ونعرف كيف تخلّت عنهم قياداتهم الإسرائيليّة واضطرّتهم/سهّلت لهم النزوح إلى الدول الأوروبيّة وأستراليا، ونعرف كيف فضّل بعض أفراده تسليم أنفسهم كمعتقلين إلى "حزب الله" الذي بدوره سلّمهم للسلطات القضائيّة اللبنانيّة، حيث تمّت محاكمتهم.
فليكن هذا التاريخ القريب عبرة لمن يعتبر!