يا قُدْسُ
سَهْمُ بُوصِلَتي يَقودُني إليكِ يا عزيزة مثل أبي وأُمِّي
تَناسَى آلمُسلِمونَ والعربُ تخاذلوا فعَسى يَحثهم سِنانُ قلَمي
مَا أيقظَهُم دَوِيُّ آلمدافِعِ ولا عتبي حَثِّي ولَوْمي
باعُوكِ يَا قُدسُ بالدولار وحاولوا خِداعي بادِّعاءِ وَهمي
ما نَسِيَ آليَهُودُ صُهيون وأنا أصرَعُ أخي بِسَمِّ سَهمي
إغتيلَ هابيلُ وظلَّ قابيلُ حَياً وأصابَ آلوَهنُ لحمِي وعَظمي
يا أهلَ الكهفِ إستيقِظوا هُبُّوا أُبعَثوا مِنَ آلعَدَمِ
نَذَرتُ للقُدسِ رُوحي رخيصةً وما همَّني جرْحِي وكَلِمِي
ألهونا بِحُرُوبٍ شَوَت لَحْمِنا يذكون نارَها فيشتَدُّ ألَمي
تَشَرذَمنا بَينَ مُعارِضٍ ومُوالٍ وما عُدنا كسائِر آلأُمَمِ
يُؤذِّنُ مُؤذِّنٌ وتُقرعُ أجراسٌ وما حقَّقتُ بآلصلواتِ حُلُمي
ظُلِمَ أطفالُنا بغير ذنبٍ جُعتُ وجاعَ مَعي وَضَمي
يَدٌ واحِدةٌ لا تُصفِّقُ صفِّق أخي وهَيَّا آبنُ عَمِّي
إلى آلنَّفيرِ إلى آلنفيرِ ولتكن وُجهتي قِبلَتي وحَرَمي
مضى على أوَّلِ جُرْحٍ قرنٌ والجرحُ آلمفتوحُ ينزفُ ويَدمي
هيهاتَ يَومٌ يعودُ بهِ مَجدُنا وبِسَمَاءِ آلقُدْسِ يَخفِقُ عَلَمي
ألصَّخرةُ تَصرُخُ وآلقِيامةُ تئِنُّ وآلقُدْسُ تَصيحُ فقَدْتُ رَحْمي
لا يُسترَدُّ حَقٌّ بآلتمَنِّي ولا بتلاواتِ صَلاتي وَصَومي
أسمو بآلقُدسِ وأرتقي بنُورِها وعِشقي لها أُرَقِّي وأُنمِّي
يَصْدَحُ آلآذانُ بالله أكبر أركعُ وأُصلِّي لها قبلَ نَومي
لا تعودُ آلقُدسُ بالكلامِ ولا بشِعرِ مَدحي وذمِّي
فَلتَكُن مَنَارَةٌ تهدي التائهينَ ولنصرُخُ كُلُّنا إنَّكِ هَمِّي
لا يُستعادُ حَقٌّ أُنكِرَ إلاَّ بقُوةِ آلذِّراعِ وصَلادَةِ آلعَزْمِ
صُونوا ما بقِيَ مِن العناقيدِ قبلَ أن تسقُطَ أوراقُ كَرْمي
الشاعر طلال غانم - المغار