ساعات تفصلنا عن حلول عيد الفطر السعيد والذي يختم شهر مباركا من الصوم والصلاة والتراويح ويتوج ليلة القدر فيها أنزلت الآيات الكريمة على رسول الله لتُخرج الناس من الظلمة الداخلية لنور الهدى والايمان الخالص في الله الواحد الاحد في هذا العيد السعيد تتجلى قدرة الانسان على مسامحة اخيه وصديقه وقريبه وفتح صفحات جديدة من العلاقات المبنية على الايمان والمحبة لان القران وسورة وجوهرها ليست فقط سطور وكلمات بل رسائل من الله لخلفة وخلائقه، لنكون على مسافة ليست طويلة من اعياد اخرى اهمها عيد الاضحى وبين العيدين عودة الى الله والنبي المصطفى وجواهر الدين ومسكه.

كم نحن بحاجة في هذه الايام الصعبة لنتمسك برسائل المولى لخلقه بعيدا عن مظاهر العنف والقتل والعصبية القبلية المتجذرة في شخصية كل واحد منا وكم نحن بحاجة ماسة لعودة العائلة للترابط والتواصل فيما بينها لانه إذا تفككت، سيتفكك المجتمع في الواقع غالبيتنا لا نشعر في السعادة، بسبب مشاهد القتل في مجتمعنا خاصة قتل النساء وقتل شبان في مقتبل العمر واعتداء على مصلين وامام مسجد داخل الجامع.

لا يمر يوم الا ونسمع ونقرأ عن اطلاق نار واصابات وجرحى وقتلى، نتيجة انتشار السلاح غير المرخص دون ان ندرك ونتنبه بان هناك من يريد لنا الانتحار الجماعي، فبعد شهر من الصوم والحقيقة المرة بان الخير والمحبة والقيم فرت وهربت من داخلنا ومحيطنا ولاننا لم نعد مخلصين لرسائل الله وسوره المقدسة وكأن الصلاة اصبحت اسقاط واجب ولم تعد الواجب بحروفه المقدسة.

من الواضح ان شهر رمضان قبل سنة لا يشبه رمضان هذا العام فنحن في تراجع نحو الصحاري وتراجع الموج لنصف البحر واذا بقينا هكذا فان الطوفان سيغمرنا لا محالة. في هذه الصور القائمة ومن ثنايا الغيوم الباقية واسرابها وذيولها هناك امل بان نملأ قلوبنا ومشاعرنا بالإيمان، ونزول القران في ليلة القدر لم يأت صدفة بل عبرة للخلائق فاتّعظوا..