أنا آلصُّعْلُوكُ
ما تَعَوَّدتُ على مَسْحِ جَوْخٍ ولا على تَقْبيلِ آلأيادِي
أنا صَريحٌ كَما آلسَّيفِ ولِساني مِرآةٌ تُحاكي فُؤادي
مَا مَدَحْتُ خالِيَ وعَمِّي ولا بَجَّلتُ بآلشِّعرِ أجدَادي
بَيتي ثَوبي وَسِروالي وأنا بينَ قِمَّةِ شُمْروخٍ ووادي
أنا آلذي مَجَّ قُصُورَ آلسَّلاطين وأنا آلفارِسُ آلصُّعلوكُ وآلحادي
ما لِيَ سَقْفٌ وَمِصطبةٌ ولا إفتَرَشَ آلثَّرى سُجَّادي
مِن فَمِ آلينبوعِ نَهَلتُ مائي وثَريدُ آلطَّرائدِ زادي وَزِوَّادي
عُشبُ آلبادِيَةِ آلمُرُّ دَوائي وأُسُودُ ونُمُورُ آلصَّحراءِ عُوَّادي
جُعتُ كَي أُشْبِعَ جِيَاعاً وبجُرءَتي طَرَقتُ كُلَّ نَادي
عِشتُ حَيَاتي حُراً بآلفلاةِ وما هَمَّني آلرَّائِحُ آلغادي
وكَم أطرَبَني وَهَزَّ مَشَاعِري عُواءُ آلذِّئبِ وآلطائِرُ آلشَّادي
ما إعترَفْتُ بشَيخِ قبيلةٍ ولا بِمُلوكِ آلكَونِ أسيادي
ظُلِمتُ وأُبعِدتُ وغُلَّتْ يَدَايَ وكسَرتُ بِعَزمِ آلحَقِّ أصْفادي
صارَت ظبياتُ آلبرِّ بناتي وَغَدَوا فِراخُ آلرألِ أولادي
طَعَنتُ بآلخنجَرِ صَدْرَ طرِيدتي وكَم أخفَقَت سِهامُ صَيَّادي
قاوَمتُ مِخرَزَ آلجلاَّدِ بآلجلدِ وبدَّدتُ بعَزمِ آلصَّبرِ أحقادي
إكتفَيتُ بِما قَسَمَ رَبُّ آلبرايا وما كُنتُ طامِعاً بازديادِ
الشاعر طلال غانم - المغار