بوليود مودي – بقلم الدكتور محمد حسن ألشغري- كفرياسيف
بادئ ذي بدء نشير بان الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الهند مودي الى البلاد تكللت بالنجاح على ذمة وسائل الاعلام في البلاد ومن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو وتمَ التوقيع على عدَة اتفاقيات في مجالات مختلفة،اقتصادية زراعية تكنولوجية وعسكرية وغيرها،لقد قضى الضيف عدَة أيام في البلاد واستقبل استقبال الملوك وحظي بحفاوة بالغة جدا ويعولون على هذه الزيارة آمالا كثيرة وتطرقوا الى مواضيع كثيرة في اللقاءات التي جمعته ورئيس الدولة ريفلين الذي الهند قبل عدة أشهر،لكن أهم النتائج المرجوة من هذه الزيارة هو توقيع اتفاقيات في مجال بيع الأسلحة لهذه الدولة الكبيرة جدا والتي مساحتها 3مليون و300الف كم وعدد سكانها يصل الى نحو بليون و350 مليون أي الدولة الثانية بعد الصين الشعبية والتي يبلغ تعدادها السكاني أكثر من بليون و700 مليون انسان وتقسَم الى مقاطعات 7 وولايات 29 و562 مناطق وازدهرت على شواطئ نهر السند في شبه الجزيرة الهندية حضارة تعد أقدم حضارات الهند واحتلها المسلمون وغيرهم وتنازع على حكمها الفرنسيون والانكليز وأصبحت جزءا من الإمبراطورية البريطانية عام 1857 وقاد المقاومة السلمية ضد الإنكليز الزعيم غاندي لسنوات طويلة وحصلت على الاستقلال عام 1947 وانقسمت الدولة الى الجمهورية الهندية والباكستانية،وأطلق الجغرافيون اسم الهند على البلاد التي لم يبلغها الفاتحون المسلمون،ومقاطعة كشمير ألآسيوية تقع بين شمال الهند وباكستان الغربية وقسَمت بموجب قرار مجلس ألامن عام 1949 الى قسمين شرقي للهند وغربي للباكستان احتلها الانجليز 1846-1947 وانسحبوا منها مما أدَى الى حرب بين الهند والباكستان وتمَ تقسيمها بينهما عام 1949.ومهم جدا أن نعرف بان الهند حاولت ضمها بالقوة اليها،لكن الأمم المتحدة أرغمتها على التراجع،فلماذا لا ترغم دول أخرى محتلة لاراض ليست لها؟؟؟!!1
اعتادت الحكومات ألاسرائيلية في السنوات الأخيرة استقبال شخصيات كبيرة زاروها ولا يمضي أسبوع الا ويصل البلاد شخصيات سياسية وزعماء دول ورؤوساء،لكن رئيس وزراء الهند نارندا مودي والزيارة التي قام بها الى البلاد تشكل "انقلابا" لان الدولة قادها حزب توجهه يساري أو اشتراكي تبنوا خطا ضد إسرائيل!؟فبعض المحللين أوضحوا أن قادة الهند تجاهلوا الحقيقة ورأوا واعتبروا الحركة الصهيونية فرعا للاستعمار الغربي! هذه الصورة غير الحقيقية أدَت الى مساندتهم ودعمهم وتايدهم للعرب! وأن قادة الهند اعتقدوا بان ذلك سيمنحهم امتيازات وفوائد اقتصادية من الدول العربية والعالم الإسلامي والحصول على احترام كبير من هذا الدعم والفائدة الاقتصادية المرجوة أيضا ومحاولة "اسكات" صوت المسلمين في هذا البلد الذي عدد سكانه المسلمين كبير جدا!ونشير الى أن زعيم الهند ألمرحوم غاندي الذي حارب الاستعمار الإنجليزي سلميا وتغلب عليه وحصلت البلاد على الاستقلال، تبعه زعيم آخر جواهرلال نهرو والذي كان ضلعا في مجموعة دول عدم الانحياز مع الزعيم اليوغوسلافي تيتو والزعيم جمال عبد الناصر،ثلاثتهم شكلوا مثلثا لدول عدم الانحياز وضد المستعمر والامبريالية الامريكية والعالمية وتبنت الهند سياسة عدم الانحياز ودعم الشعوب للتحرر من النير والظلم الاستعماري والاستبداد وساندت كل الشعوب التي تناضل من أجل حريتها واستقلالها وكيانها ودعمت الجزائر ودول المغرب العربي وحركات التحرر في جميع دول العالم وايدَت في الأمم المتحدة القرارات الدولية والاممية التي تدعم حق الشعب العربي الفلسطيني في تحقيق امانيه والحصول على دولة مستقلة دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل وفي حدود عام 1967-حزيران 5 لا ننسى ذلك التاييد في الأمم المتحدة ولا في غيرها من المؤسسات الأممية،والهند مهمة للجميع فهي من الدول الكبرى ولها مقعد دائم في الأمم المتحدة والعديد من الدول بحاجة لدعمها،لكن أن تكون هي أم البليون+ بحاجة الى حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والتي تغمض حق المواطنين العرب في وطنهم وبلدهم فهذا أمر غير طبيعي! نعلم علم اليقين أن إسرائيل دولة متقدمة جدا جدا تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا وفيها المئات ،بل آلاف العلماء من اليهود وأيضا من المواطنين العرب الذين لا يستغنى عن خدماتهم ومعرفتهم ومساهمتهم في ميادين شتى علمية وتكنولوجية وزراعية وأمن وأمان وتسلح،في الهند المياه شحيحة وربما شهري الميسون والمياه لا تفي بالمطلوب وعليه فان الخبرة الإسرائيلية ضرورية للدولة لتطوير الزراعة واطعام ألافواه الجائعة والتطور التكنولوجي الضروري في الهايتيك وفي مجالات أخرى.
عندما سئل رئيس وزراء الهند مودي عن لقاءه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجاب:أنا هنا ولهم زيارة أخرى،ونحن قلنا ربما يستطيع أن يضرب عصفورين بحجر واحد،ويوفر المصروفات!؟ لكن يظهر أنه ليس من هؤلاء المقتصدين، ولربما لزيارة الفلسطينيين هو بحاجة الى تحضيرات أخرى ويريد قطف ثمار جولته التاريخية للبلاد! وألمطلوب أن تترجم هذه الزيارة الى التنفيذ بعد استهداف تقوية الروابط والعلاقات بين البلدين،ونحن اعتقدنا معتمدين على الماضي بان الضيف مودي سيسهم في تحسين العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية ويحاول اقناع نتنياهو بالكف عن التنكر للحق الفلسطيني وللشرعية الدولية وأنه آن ألاوان ,لتحقيق ذلك، فالهند حصلت على استقلالها من الإمبراطورية البريطانية عام 1947 وكان حريَ بنتنياهو أن يستمع لمودي لو أشار عليه بشئ،لكنه لم يفعل ذلك ولا ندري لماذا؟؟!وتوقعنا ان يكون له على الأقل لقاءا مع أي عضو برلمان من المجتمع العربي والذين استقبلوه لم ينبس أي منهم بكلمة عن أوضاع الأقلية العربية الفلسطينية وأين من يطلق على نفسه "ألمستشار"الذي يدعو أوروبيين على الموائد من إفطار جماعي وفي ألاعياد والمناسبات ألاخرى؟! وان فوز جباي على بيرتس لها الكثير من الإشارات والدلالات لكن ان نصدَق بان القائمة المشترك ستخسر 5 أعضاء هذا غير واقعي وغير صحيح، اللهم ان كانت هنالك هيئات"ومنشقين" تسعى لتشكيل قائمة جديدة وهذا ما لا نحبذه ونريد وبصوت مرتفع:حافظوا واحفظوها مهما كان التباين في وجهات النظر، لأننا متفقون على الحد ألادنى ولا تمزقوا صفوف الوحدة وتنازلوا عن الكثير من الأمور ،فنحن لم نصل بعد الى تشكيل برلمان ثانوي كما هو الحال في بعض الدول ويكفينا وحدتنا انتبهوا!! فهذه الحكومة اليمينية المتطرفة والعنصرية لا تحسب لنا حساب، ولمؤتمر اللغة العربية في الكنيست عودة.
في مجتمعنا العربي أعمال العنف مستفحلة والقتل بالرصاص الحي منتشر والشرطة المطالبة بالحفاظ على أرواح العباد لا تستطيع أن تفي بالمطلوب والقوانين العنصرية والتمييزية على قدم وساق مستمرة وحوادث الطرق حدَث ولا حرج ولا جديد تحت الشمس.وربما الحديث الذي يدور عن تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس يكون صحيحا؟؟؟!