زَقزقةُ العَصافِير هدى أمون/دير الأسد-الجليل
في يوم ما، ستنظر، وترى أنّ عالمك شديد الظّلام، أسوَد داكن كلَون الفحم واللّيل، حتّى أنّك لن تستطيع التّفريق بين اللّيل والنّهار، والشّمس والقمر! لن تجد الفرق، سواء إذا أغمضت عينيك، أو فتحتهما! وناس خلعوا ذلك القناع المخادع، وظهر جانبهم السّيّئ. ستكتشف مع الأيّام، أنّ فكرك عن العالم خاطئ، والإنسان الّذي أحببته واحترمته، لا يستحق الاحترام. وإن الإنسان الّذي أسأت إليه، وتخلّيت عنه، وكرهته، هو من يستحق محبتك. جميع الظروف الّتي تغيّرت في حياتك، ستغير مجراها، إما أن تجعلك ضعيفا، أو أنّها ستكون مصدر قوّتك. واليوم، أنت مصدر قوتي، نعم، تلك هي الحقيقة والصّراحة. اليوم لن أخفي شيئا، وهذه الرّسالة لك، يا مَن لا تستحق ذلك، رسالة ستخبرك، أن كلماتك الجارحة، وبُعدك عنّي لا يضعفني، لا، لن تراني ضعيفة، ما حييت؛ لأنّي أنثى، لا يكسرني رجل، قويّة وقاسية! كبريائي وكياني يفوقان الخيال، حديثك وكلماتك لا تعنيني، ولا حتّى بُعدك عني! أنا الإنسانة الّتي لا تعيش على ذكرى أحد، سأقلب الذّكرى، صفحتك والماضي، ولن أسمح لها بأن تبقى في مخيلتي؛ لأنّني لا أعيش على ندم!
فلا تستحق أن أفكّر بك لبضع ثوانٍ. فلماذا تظنّ أنّني سوف أخلّدك، يا هذا! أريد أن أخبرك سرًّا، تلك الإنسانة الّتي كانت لك، وستكون معك بجميع حالاتك، ضعفك، قوتك، حزنك وفرحك... أنت مَن خسرتها؛ لأنّك لا تفكّر بطريقة سليمة. ستبقى النّتيجة واحدة والقرار واحدا، ولا توجد خيارات، ولو اعتذرت، وقدّمت المبرّرات، فأنا لم أعد أرضى بك، فلتعش كما تريد، أو عش على الذّكريات، على الصّور أو الرّسائل والكلمات. فكلمتي الأخيرة قيلت، نحن لسنا بقارب واحد، ولا أرضى بالإبحار. يكفي أن تذهب، وتخرج من حديقتي منتبها لأشواك ورودها! وسيبقى ذلك المشوار القُزحيّ هو الأوّل، ولا غير! فأنا أغفو، وأصحو على زقزقة العصافير!