رشاد؛
يصادف عيد ميلادك يا ولدي. سنحضر الكعكة كالمعتاد يا حبيبي، سنضع الشموع وسندعو الاصدقاء لنحتفل سويا في ظل غيابك الجسدي
وحضورك الدائم في قلوبنا وعقولنا ...
كم هو صعب يا رشاد الاحتفال بعيد ميلادك هذه السنة يا حبيبي، فقد تركتنا ورحلت عنا الى دنياك الجديدة.
في كل عام عندما كنا نحتفل بهذه المناسبة يا رشاد كنا نلمح ابتسامتك الخجولة المميزة فوق شفتيك ، كنا نضمك انا وامك الى صدرنا ونشم رائحتك الندية ، ثم نطبع انا وامك واخوتك قبلاتنا ، تليها جملة صادرة من اعماق القلب : "كل عام وانت بألف خير يا رشاد..."
وها هو يوم ميلادك يا قرة عيننا سيحل غدا ، وقد أضنانا الشوق اليك، الى عينيك، الى صوتك ، الى كلمة
" يابا"، " يما" تخرج من بين شفتيك...
اشتقنا اليك يا رشاد...
ما زلنا يا مهجة القلب والروح ننتظر عودتك من الجامعة في جنين، ما زلنا ننصت، علنا نسمع وقع قدميك في ساحة المنزل ، ما زلنا يا رشاد نعتني بأغراضك، بملابسك، بدفاترك ، بكتبك، بكل أثر تركته في المنزل...
حبيبي رشاد؛
سنحتفل غدا بعيد ميلادك، سنحتفل في ظل غيابك الجسدي. عشت بيننا اعوام قليلة ،مرت كأنها لمح البصر، ومرت ايام قليلة على رحيلك وكأنها دهور ودهور...
نسترجع دائما يا رشاد كل لحظاتك معنا، ضحكاتك، خطواتك ، نسترجع كل ايامك معنا وانت تكبر امام اعيننا وكلنا رجاء ان نراك شابا ، يطفي على حياتنا الحب والفرح. نسترجع يومك المدرسي الاول، شهاداتك، اسماء رفاقك، اسماء مدرسيك...
لقد أطلت عليك في رسالتي هذه يا حبيبي رشاد، لكنه الشوق، وفي حضرة الغياب تسقط كل المفردات وتصبح تافهة -بلا لون او طعم او معنى...ان كل المفردات لتعجز ان تأتي بما يعبر عن جزء يسير مما يختلج الفؤاد من مشاعر الشوق والحنين ...
ولدي الحبيب؛
نستودعك الله، فأنت في رعايته والى جواره في آمان لا يزول...
وفي النهاية- لقد اعتدنا انا وأمك يا حبيبي رشاد ان نهديك هدية بمناسبة عيد ميلادك، واسمح لنا في هذا العام ان تكون هديتنا متواضعة، ان نهديك كلمة واحدة، كلمة تغني عن كل قاموس التعابير والكلمات، كلمة توجز حبنا لك وشوقنا وحنيننا اليك:
نحبك !