إبحار النوارس بقلم: هدى أمون
يدور ذلك الحوار بيني وبين نفسي، فأتساءل: هل في يوم من الأيام سأصبح إنسانة ناجحة كما، يتوقع الجميع؟ فيمر في البال الكثير من الأسئلة بعدها، هل أنا فتاة طيبة؟ وهل أرتكب الكثير من الأخطاء؟ هل أنا السبب في تعاسة البعض وفي نفورهم وخروجهم من حياتي؟ أبقى أتساءل وأبحث عن الإجابات طوال الليل! يرهقني التفكير، وأشعر بالكثير من التعب، أحاول إلهاء نفسي بالقراءة والكتابة؛ لعلني أرتاح من التفكير. ولكن، تعود الأسئلة وتتصادم في داخلي، ثم أعود وأسال نفسي: لم أنا هنا؟ لم تعرفت على هؤلاء الأشخاص؟ لم هم بالذات عن دونهم من البشر؟ لماذا تفشل بعض علاقتي باستمرار؟ أسأل نفسي: هل أنا مرشدة ناجحة وسأصبح مربية أجيال مثالية، أم أنني حساسة أكثر من اللازم؟هل علي أن أرد الكلام لمن يعاديني؛ لأحصل على الاحترام والتقدير، كما يعتقد الغير؟ وهل تجاهلي للموقف وإدارة ظهري للمتحدث هي قلة أدب واحترام، أم أنها مجرد رد فعل لحديث لم يعجبني؟ ماذا يمكنني أن أفعل لأجعل الجميع يحترمني؟ ماذا بوسعي أن أفعل؛ لأكون مثالية مميزة، وأتخلص من الحساسية الزائدة؟ ما الذي يمكنني فعله؛ لكي أجعل الجميع يهابني عندما أتحدث وأقوم بتقديم الطلبات، كيف يمكنني فرض رأيي وإقناع الجميع بأفكاري قبل نزول دمعتي والشعور بحرقتي؟ وهنالك الكثير من الاسئلة التي تبقى تراودني لساعات وأيام، أسئلة لا تنتهي، ولا أجد الإجابات، أتصرف كإنسانة، لا تبالي، وكأن تلك الاسئلة لم تمر في بالي، وأظهر نفسي القوية المسيطرة بالرغم من ذلك، وأنا أعلم أنني بيني وبين نفسي عكس كل ذلك! أبقى أفكر؛ حتى يرهقني التعب واستيقظ في صباح اليوم التالي حزينة أو سعيدة مليئة بالحيوية. ولكنني في الحالتين لا أجد أية إجابة لأسئلتي الكثيرة. فيا ترى، إلى متى سيبقى عالمي الداخلي متناثرًا غامضًا وعابرًا كلغز وأحجية يصعب حلها؟ فإلى متى أبقى تحت المطر بدون مظلة، وقارب نجاتي على وشك الغرق؟ متى ستشرق شمسي ويهدأ قاربي، وتبحر معي النوارس بسلام؟