عندما تثقل الذاكرة بالأحزان
ويكلُ الكلام من نُطق اللسان
وتزدحم ذكرياتك امام العينان
ودموع عينيك تصُب بالوجدان
وتراك واقعاً، ما بين خصمان
الحنين يعلو، ويصرخ النسيان
آهٍ من الذكرى! وماضي زمان!
"كان يا ما كان، في قديم الزمان
وفي سالف العصر والاوان..."
صرخَ بصرخات يملأها الحنان
وأسلمّ روحهُ من ازدحام الكيان
ماتَ هو! وفي حنايا ذاكرته فخان
صراع ما بين الحاضر والنسيان
فهكذا تبداً مراحل موت الإنسان
ينكسر كشجرةٍ يبست بها الأغصان
وينسى ريّ حياته لتملأها الألوان
ويأتي باكياً هاجياً دنياهُ بعد فوات الاوان
كيفَ ستسمعك الحياة انغاماً وألحان؟
وكيف سترى جمال الحياة بالعيان؟
والماضي يجلدك وهو السيد والسجان!
أرأيتَ يا صاح حياة داخل القضبان؟
وأراك مسجوناً وتلوم الحياة من الاشجان
فأعط الحياة أذناً لتسمعك أجمل الألحان
وهب الحياة عيوناً فتبصر أزهى الألوان
ودعّ الحياة تسقيك خمرها فتصير ريانّ
وإنسى الماضي وتحرر من كل ما كان