ساعات تفصلنا عن عيد الاضحى المبارك ليذكرنا بقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وعندما اراد ذبح ابنه اسماعيل (ع) كما شاهد نفسه يفعل في الرؤيا امتثالاً لأمر الله تعالى ولكن الله فداه بكبش قام سيدنا ابراهيم بذبحه تقرباً لله تعالى.
عبرة وضعت رسل الله في الامتحان وعبرة للبشر بقيمة التضحية وفتح نوافذ الايمان مع الخالق وابقائها توبة وطاعة حتى قيام الساعة وعبر عيد الاضحى ليست في اطار المشهد العظيم بل تجاوزته للعلاقات التي يجب ان تسود بين بني البشر وعلاقتهم مع الله ومع انفسهم واذا كان للأضحى تسميات عديدة ومنها يوم النحر او عيد الحجاج او عيد القربان فإن المعاني كلها تلتقي في رافدٍ واحد من الايمان في الله وقدرته والسلام والمحبة والتسامح والابتعاد مسافات عن اعمال الرديئة والتمسك في القيم التي من أجلها ولد الانسان وبعث في الارض ونقول ذلك لأننا في زمن اندحار الكفار في كل الجبهات والذين غدروا تعاليم الاسلام والنبي المصطفى وغدروا احرف القرآن المقدسة والتي كانت وستبقى نوراً للبشر في ارجاء المعمورة والعالم والكتب المقدسة وحكمتها الشريفة فعندما يأتي الفرح من الله وأنزل الملك جبريل كبش الفداء لإسماعيل (ع) قال تعالى : "وفديناهُ بذبحٍ عظيم".
تحولت سُنة الذبح النحر واصبحت سنة المسلمين لا يرتاح هؤلاء الا عندما يؤدوها في ديار النبي وتلال الرحال والصحارى. فهنا مرّ النبي صلى الله عليه وسلم ليبشر بدين النور وعيد الاضحى عبرة في تماسك أواصر العائلة، كي ترسو سفينة الايمان في ميناء التربية والقيم وتقديم التضحيات، فهذا واجب على كل فرد في الاسرة للحفاظ على شجرة أغصانها وارفة بظلال المحبة والايمان وجذورها الثابتة في أرض العطاء، التي لن تقتلعها رياح الاعاصير.
عيد الاضحى هو تضحية كل واحد منا في المجتمع من أجل بقائه سليماً معافًى بعيدا عن مشاهد العنف والقتل والاعتداء على ارواح وانفس الله المتعددة.
جواهر معاني الاضحى في لؤلؤ البحر مسيرة بشر ينشدون الخير والمحبة والايمان في الله وانبيائه وكتبه المقدسة واحترام انفسنا لنحترم غيرنا حتى إذا كان لونه لا يشبه لوني ولغته لا تشبه لغتي فكل الاديان السماوية تدعو وتعبد ربا واحدا لا شريك له وعيد الاضحى عبرة كيف نكون كباراً في اعمالنا بعيداً عن صغائر الاشياء والله يحب المتواضعين في نفوسهم.