كلُّ ذَلِكَ كانَ بِغَيْرِ ميعادٍ
التقيتُهُ
بعد غيابٍ مزّقَ السّهادَ
في عينيَّ
وشدَّ أصفادَهُ
حولَ خاصرةِ لياليَّ الحزينةِ
حيثُ كنتُ أبحثُ عَنْهُ
بينَ حطامِ الشّوقِ
حدّقَ بي
مستطردًا
في اختلاسِ ما تبقّى من تَفاصيلي
بعينينِ تقرآنِ روايةَ عشقٍ مغدورٍ
هيَ نظرةٌ
لم تتلوها أخرى
انطلقتْ تستهدفُني
كسهمٍ
اخترقَتْ مفاتنُها سديمَ دمي
هيَ نظرةٌ وحيدةٌ
لكنّها
كانت كفيلةً
باشعالِ فتيلِ حربٍ ضَروسٍ
بينَ كبرياءٍ مفتعلٍ
وشوقٍ يشدّني إليهِ...
شوقٍ
خبّأتُهُ مغرمةً
بعزّةِ نفسِ امرأةٍ شرقيّة
لا تساومُ على كرامتِها
تلكَ النّظرةُ
كانتْ كفيلةً
أن تفضحَ تفاصيلَ خافقي
أن تزيلَ السّتارَ
عن وهنيَ أمامَ سهمِ"
أطاحَ بكبريائيَ أرضًا
ومزّقَ حضوريَ أشلاءً
كانتْ كفيلةً
أنْ تمحيَ ذَلِكَ الجفاءَ الذي
يفصلُ بيني وبيَنهُ
وبلا حولٍ
تعرّت عينايَ أمامَهُ
كأغصانِ تينةٍ
في الخريفِ...
تفجرتْ براكينُ خامدةٌ
في فؤادٍ لم يخفقْ يومًا
إِلَّا لَهُ
استجمعتُ كلَّ حروفِ لغتي
المهووسَةَ به
فانطلقتْ من شفتيَّ
نغماتٌ ضعيفةٌ
والوردُ يغشي خدّيَّ
فرحةً باللّقاءِ:
"أهلًا"
احتضنتْني عيناهُ بحنانٍِ
وأسندتُ رأسيَ إلى جفونِهِ
السّكرى...
وما زلتُ مستلقيةً
هناك...!!!
امال
من اكاذيب العاشقين في نيسان
30/7/17