اسفرت ألانتخابات التي جرت في المانيا يوم الاثنين ال-26من الشهر الحالي للبرلمان البونديستاج اسفرت عن خسارة حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بنحو%9 عما كانت عليه النتائج في الانتخابات الماضية عام 2013،وهذه المرة فقط حصدت 259 مقعدا من المقاعد في البرلمان- وعددها678،هذه النتائج لا تؤهلها الى ان تشكل الحكومة لوحدها وهي بحاجة الى أن تأتلف مع أحزاب أخرى لكي تستطيع تشكيل الحكومة برئاستها،وكانت باقي النتائج س ب د152 والخضر 54وأف د ب 69 بينما المفاجأة كانت دخول أي أف دي وهو حزب يميني متطرف استطاع الفوز ب-80 مقعدا في البرلمان والمحللون يشيرون الى أنه حزب معاد للأجانب والغرباء والمهاجرين الى المانيا وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها هذا الحزب من الوصول الى البرلمان بعد الحرب العالمية الثانية،وسياسته أيضا معادية لليهود وليس فقط للمسلمين،بل لكل من هو ليس ألمانيا وابدى الحاخام اليهودي في المانيا قوله أن هذا الحزب ولو أن زعمائه يشيرون"يجب عليكم أن لا تتحفظوا أو تنظروا الى حزبنا هذا بانه معاد لليهود وسنثبت مستقبلا باننا غير عنصريين وغير معادين لآي كان"لكن هذه التصريحات لم ترق للحاخام اليهودي في ألمانيا ومن السابق لاوانه القول اليوم ما هي السياسة التي سينتهجها هذا الحزب بعد أن أصبح ممثلوه أعضاء في البرلمان بعد النتائج لهذه الانتخابات واليوم ومستقبلا ستنشغل ميركيل في كيفية تشكيل ائتلاف ولربما تكون بحاجة الى ممثلي حزب الخضر،ليس فقط لتنال ثقة البرلمان،بل لامور أخرى هامة جدا،فالمانيا التي يزيد تعدادها السكاني عن 85مليون انسان وعدد أصحاب حق ألاقتراع زاد عن 62 مليون تعتبر من الدول الهامة جدا في أوروبا وفي الاتحاد ألاوروبي وعضوا ربما مميزا فيه وفي حلف ناتو وهي دولة قوية اقتصاديا وصناعية وفي جميع المجالات ولها تأثير كبير على العديد من الدول في قارة أوروبا وفي غيرها من ألقارات وفي دول كثيرة في العالم،والمستشارة ألالمانية لم تكن تتوقع أن تخسر من قوتها ومن عدد ممثليها في البونديستاغ في هذه الانتخابات ألاخيرة،لكننا نستطيع القول بانها كانت مخطئة،لان الاحداث التي مرَت وجرت في ألمانيا بعد ازدياد تدفق النازحين- اللاجئين من دول مختلفة خاصة من سوريا والعراق وأفغانستان وتركيا(دون أن يكون لها ناقة أو جمل )في مشكلة تدفق المهاجرين الى ألمانيا والتي تقبلتهم بشتى الطرق والوسائل وحاولت قدر الإمكان أن يكون التعامل إنسانيا على الرغم من الظواهر العدائية للغرباء خاصة للمسلمين،وبعد موجة اعمال العنف والتفجيرات ألتي شهدتها دولا أوروبية،مما زاد من الشعور بان هؤلاء الذين قدموا الى ألمانيا والى دول أوروبية أخرى غيرمرغوب بهم(بيرسونه نون غرانتا)والقادمون -المهاجرون- النازحون الجدد لم يسهموا هم أيضا في تحسين النظرة اليهم،وباشرت الحكومة ألالمانية في استيعابهم بطريقة أو بأخرى ومن اسعفه الحظ وجد عملا ان كان من هؤلاء الذين يجيدون اللغة الألمانية أو لغات أخرى قريبة اليها،والا فانه كان مضطرا الى ألانتظار ليتعلم اللغة ثم يحاول الانسجام في الحياة في هذا البلد الجديد والذي لغته وثقافته وعادته وتقاليده تختلف كليا عمًا كان عليه في مسقط راسه سوريا أو العراق مثلا.
ألمانيا بحاجة الى قوى عاملة في شتى المجالات والميادين،خاصة في مجال الخدمات في المطاعم والفنادق وبيوت الضيافة والسمتشفيات ،ولكنها أيضا بحاجة الى عمالة من نوع آخر،هي بحاجة الى أطباء متخصصون وأطباء اسنان وهم كثر هناك و مهندسون وغيرهم من المهنيين في العمل في المصانع والورش ألاخرى،وعليه فكلما استطاع أحد ألنازحين من دول الشرق ألاوسط أو من غيرها في ألتأقلم بعد أن يجيد أللغة ألالمانية،فسيكون بامكانه ألانخراط في العمل وفي نواحي حياتية مختلفة ويضمن لنفسه ولعائلته مستقبلا في هذه الدولة التي مستوى المعيشه فيها يفوق ما كان يحلم به في مسقط رأسه،ولا ندري كم من هؤلاء بإمكانهم ألانخراط والتأقلم واجادة اللغة ألالمانية والنجاح في الامتحانات في الدولة نفسها من أطباء ومهندسون وأخصائيون نفسيون ومعلمو لغات ومن أصحاب المهن ألاخرى والتي ألمانيا بحاجة اليهم.
هنالك كم هائل من أجانب قدموا الى هذا البلد وليس فقط من دول عربية وحتى حصلوا على جنسية ألمانية وأوروبية(لان ألمانيا عضو في مجموعة الدول الأوروبية- ألاتحاد ألاوروبي) ومنهم من اصبح عضوا في البونديستاغ ويتبوأون مناصب ومراكز محترمة على الرغم من أن جذورهم ليست ألمانية،لكن النظرة اليهم تختلف من ولاية ألى أخرى،ثم يتوجب علينا أن ندرك وجود كثيرون من الإسرائيليين والذين غزوا ألمانيا منذ مدة تزيد عن 7-5 سنوات بسبب غلاء المعيشة هنا في البلاد ويعملون ويعيشون هناك برضى ويفضلون العيش في ألمانيا على ألعيش هنا في إسرائيل، والمثل العربي بيقول"محَل ما ترزقَ الزَق" والحبل على الجرار من الذين يتوجهون الى ألمانيا ويبقون هناك ويفضلوا العيش فيها متنازلين عن ألاهل والخلاَن والعادات والتقاليد لبلدهم ولمجتمعهم،فرغد العيش والخدمات التي تمنح للمواطن في هذا البلد تختلف عمَا يعرفونه كل في بلده ومسقط رأسه ويعتقدون أن باستطاعتهم جمع أموال وتوفيرها،وعندما تصبح الحياة لا تطاق يعودون الى مسقط راسهم،مع أن هذا لن يحدث!!؟
لا نعتقد بان نتائج ألانتخابات سيكون لها تأثير على السياسة الخارجية التي تتبعها ألمانيا محليا إقليميا أو عالميا،لان الدور الهام الذي تلعبه المستشارة ميركيل في هذا المضمار لن يتغيَر نتيجة لخسارتها من قوتها ومن عدد ألاعضاء في البونديستاغ،المهم أن تشكل ائتلافا قويا يتلائم مع السياسة التي تريد أن تنتهجها سواء كانت السياسة الخارجية أم ألسياسة المحلية في ألمانيا،لان التربية والتعليم وخدمات الرفاه والصحة والتعليم ألاكاديمي والمهني وخدمات المسن وغير ذلك من أنواع ألخدمات المختلفة لن تتأثر بالنتائج وميركيل تعرف كيف تدير دفة الحكم،المهم أن لا تزداد ظواهر العداء الى ألاغراب والمهاجرين الجدد والمسلمين واليهود واحياء جذور النازية والعنصرية والكراهية لغير ألالمان المولودون في البلد نفسه.وأنا متأكد من أن العلاقات بين إسرائيل وألمانيا لن تتأثر وأموال التعويضات ستستمر في الوصول الى الحكومة وبناء الغواصات والسفن وجميع ما تعهدت به المستشارة سوف ينفذ فلا خوف من هذه النتائج،لكن بلا شك ستكون له ابعاد ومضاعفات سنتعرف عليها مستقبلا وفي مقال آخر سيما وأن المملكة المتحدة قررت الانسحاب من مجموعة دول ألاتحاد ألاوروبي وكيف سيؤثر ذلك على ألمانيا مستقبلا؟ وان غدا لناظره قريب...!