رماح يصوّبها - معين أبو عبيد
هيك مزبطة بدها هيك ختم
كغيرها من الأقوال والأمثال، جاءت هذه المقولة القديمة لتعبر بكل وضوح عن تجربة أو وضع ما، له نتائج وقد تكون هذه النتائج وانعكاساتها سلبية أو إيجابية.
وعنوان هذه المقالة الذي تم اختياره بدقة، في هذه الظروف الحساسة، قد ينطبق ويتطابق جملة وتفصيلا على ومع وضعنا المأساوي والمتردي، وأعود وأكررها للمرة .... إن مدينتي شفا عمرو تنزف وجرحها بليغ والوضع فيها لا يطاق، ولا يتحمل عدم التحرك واتّخاذ خطوات فورية والعمل بكافة الوسائل وبكل ثمن لوقف هذا النزيف قبل فوات الأوان! فهذا الوضع المؤسف، المقلق والمخجل لم يكن وليد التاريخ، وإنما نتيجة تصرفنا وتمسكنا بنمط ونهج وإستراتيجية وعقلية رجعية سيطر عليها الجهل، العادات، والتقاليد البالية القديمة التي طالما تغنينا بها ناهيك عن العائلية والطائفية التي لا شك إنها لا تتلاءم ولا تتمشى مع ركب الحضارة السريع.
كيف لا والغرور والمظاهر والخطابات الرنانة والتواصل من أجل الوصول محرّك سلوكنا؟! وعندما نصل ننسى ونتناسى برنامجنا؛ الوعود والعهود التي تعهدنا بها مرارا وعلى مسمع ومرأى المواطن، ثم ندوس على المواطن وحقوقه، ولا نحترم المسؤولية الملقاة على عاتقنا وهذا هو حالنا إلى حين اقتراب شهر المرحبا، شهر مسح الجوخ، عندها يشعر المواطن أن له دورًا وأهمية وطبعا ليوم واحد فقط.
أنا كغيري من مواطني هذه المدينة العريقة التي تستحق المزيد من قادة وممثلين أكفاء وأوفياء ولديهم الإرادة الحقيقية والقدرة على إعادة هيبة ومكانة هذه المدينة، وكل من لا يستطيع أن يكون على قدر المسؤولية ويخدم بإخلاص وتفانٍ من خلال موقعه ووظيفته عليه أن يستقيل، وأن لا يرشح نفسه رفقا بمصلحة بلده لأن التاريخ لا يرحم ويدون دور وسجل كل مواطن.
نشرت الأسبوع الماضي، في الصحف المحلية وعدد من مواقع التواصل، مقالة بعنوان "جسر البسفور رقم 2 " تطرقت فيها إلى الحركة العمرانية العملاقة التي تشهدها مدينة شفاعمرو ولم يسبق لها مثيل، وللأسف ساء الكثيرون فهم ما بين السطور، واعتقدوا أن المؤسسة الكبرى فعلا تسهر على مصلحة المواطن، وتقوم بمشاريع ضخمة، والحقيقة أنني وجهت نقدا لاذعا! ويشهد الواقع أن العكس هو الصحيح، أمّا الهدف فكان لفتة، همسة، لكشة، وحث المؤسسة الكبرى وإدارتها وإيقاظها من سباتها العميق.
مرة أخرى ندعو إلى أن نترجم الأقوال إلى أفعال، ونعمل معًا لإفشال كل من يهمه الوصول إلى الكرسي من أجل الراتب، أو الجاه؛ لنحافظ على وحدة وحرية ونقاء وبقاء ومستقبل شفاعمرو.