شدَوا الهمَه – بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – حَي الشغري – كفرياسيف
من المقرر ان تنظم غدا ألاحد22 تظاهرة احتجاجية في القدس امام المكاتب الحكومية المسؤولة عن التنظيم والبناء وإقرار الخرائط الهيكيلية والمصادقة عليها وزيادة مسطح البناء وعدد الدونمات للبناء وتشييد المباني والعمارات والمساكن التي من المقرر أن تأوي كل فرد وعائلة سواء كانوا من الأزواج الشابة ام من غيرهم من الذين هم بحاجة الى مسكن مناسب وليس البقاء عند ألاهل "سردين"على بعضه!
هذه التظاهرة والتي دعا اليها عدد من الذين تضرروا جراء موجة التهديدات في بعض القرى الدرزية وتم هدم بعضها ومنهم كنان حمدان الذي اضطر الى هدم البيت الذي باشر بأقامته في قرية يانوح بيده،لانه ان لم يفعل فان السلطات لجنة التنظيم والبناء ووزارة الداخلية ستقوم وتنفذ عملية الهدم ألامر الذي سيكلفه مبالغ طائلة جدا كما ذكر في لقاء مع التلفزيون المحلي"هلا" الأسبوع الماضي حيث تحدث الشبان الثلاث عن الازمة التي يعاني منها ليس فقط الشباب أو حتى الجنود المسرحين منهم،بل المجتمع العربي بشكل عام ومنهم أبناء الطائفة المعروفية،وعلى سبيل المثال لا الحصر فان السكان في قرية يانوح ربما عددهم أربعة آلاف+500 انسان وهنالك حاجة الى 500 بيت لسد النقص في المساكن وقس على هذا القرى أل-16 وباقي القرى والبلدات العربية في البلاد وطالب الشبان الثلاثة من الجميع المشاركة في هذه التظاهرة الاحتجاجية لعل وعسى تستجيب السلطات للمطالب وتقوم بالمصادقة على توسيع مسطح البناء في كل قرية وبلدة ومدينة أسوة بما تقوم به وتنفذه في المجتمع اليهودي،أم أن المواطنين العرب على اختلاف دياناتهم ليسوا منه؟؟والله عيب ياجماعة ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين!؟ والى متى سيبقى الوضع هكذا؟
من المفروض أن تكون مشاركة كبيرة في الوقفة الاحتجاجية من كل من يستطيع وتتوفر لديه الإمكانيات للاحتجاج،ذكر الشبان أن القرى الدرزية أل-16 لم تقم أية قرية منذ عام1948،بينما أقيمت أكثر من 880 قرية وبلدة يهودية!الوسط العربي والمجتمع بصورة عامة في البلاد يتطور ويزداد نتيجة للزيادة الطبيعية والولادة والذين يصلون البلاد من اليهود من خارج البلاد معززين مكرمين أمامهم الإمكانيات للحصول على سكن مناسب،على الرغم من ازدياد الطلب والاسعار الباهظة،لكنهم يستطيعون الحصول على الهبات والقروض المناسبة والتي من الممكن حل ألازمة لهم،وليس دائما،لكن في المجتمع العربي يا حسرة ! القروض لا تفي بالمطلوب ويضطر المحتاج لشراء بيت الاستدانة حتى من السوق السوداء وبفوائد لا يستطيع تسديدهان أم لكم رأي آخر؟وعليه يجب شدَ الهممَ والمشاركة من أعضاء القائمة المشتركة ورؤوساء السلطات المحلية وليس فقط بعدد لا يتعدى أصابع اليدين ويتوجب رفع الشعارات المناسبة في هذه التظاهرة والتشديد على الحق في المسكن والمأوى المناسب كما يليق بالمواطن ألانسان في وقتنا وعصرنا الحاضر وعلى الحكومة توفير المأوى والعمل والمأكل لكل انسان في هذه البلاد وليس الجمعيات التي تساهم في سدَ بعض احتياجات الطبقة الفقيرة وبموجب المعطيات من التأمين الوطني فان ما لا يقل عن مليون ونصف المليون من المواطنين هم فقراء وبدرجات متفاوته وبحاجة لكل دعم ومساعدة،وهذه يتوجب على الوزارات والحكومة توفير هذه الاحتياجات لمواطنيها أليس كذلك يا حكومة؟ويا أنتم من الذين تمَ انتخابكم للبرلمان وتصولون وتجولون البلاد وتعدوا المواطن وفي النهاية كلها وعود تتبخر مع طلوع كل نهار!!
لماذا لا تعمل الحكومة على اقامة قرى عربية مثلما هو الحال لليهود؟الأرض لنا من الأراضي التي تمَ الاستيلاء عليها ومصادرتها من الذين أجَلوا عن ديارهم عام النكبة والأراضي التي صودرت منهم نحن أوَلى بها،فلماذا لا نستطيع ذلك؟نريد أن نقرأ ونستمع الى الذين عملوا على إقامة قرى عربية تخدم المجتمع العربي اسلام دروز مسيحيون وغيرهم اين هي هذه البرامج والخطط قولوا لنا اين وصلتم بها؟وأين تمَ ايداعها؟وفي أية مراحل هي؟بغية العمل على مناقشة الموضوع مع ذوي الشأن في الدوائر الحكومية ولا تنسوا أننا مقدمون على انتخابات للكنيست وربما يتمَ تبكيرها وبالامكان الاستفادة من ألاحزاب التي تتباكى على الصوت العربي والذين بدونه لن تكون مكاسب،فليشمر أعضاء الكنيست من مختلف الكتل من العرب والقائمة المشتركة والتي اعتقد أن لا بديل عنها لنا كعرب في هذه البلاد لانها تجمَعنا سوية حتى الذين يصوتون لقوائم وكتل برلمانية يتوجب عليه الاهتمام بالمجتمع العربي والاستجابة الى مطالبه مهما كانت نتائج التصويت،لان الحق في المسكن هو حق أساسي وأن المساواة يتوجب أن تتحقق بين المجتمعين اليهودي والعربي والكف عن الاستمرار في سياسة التمييز،فعلى ألاقل يتوجب بناء القرى التي هدمت في عام النكبة وهي ليست بالقليلة،فما المانع من إقامة غيرها أو يفضَل بناء من جديد ما هدَم في الماضي وليس أن يقوم المواطن بهدم بيته بنفسه حفظا على كرامته من حكومة لا تخجل بمثل قرارات الهدم!
ذكرنا أن ما يقوم به بعضنا وهو نقطة في بحر لبناء دور اما للايجار أو للشراء لهو أمر حسن ولكنه غيركاف بالمرة وبتاتا وحبذا لو أن الحكومة تخصص الأراضي لمن يستطيع إقامة المساكن عليها مستوفية الشروط لمنزل مناسب يتسلم المشتري القروض والهبات من الحكومة ويسدد ثمنه ويعيش في بيئة مناسبة واسعة ألاطراف ساحات للعب الصغاروالاطفال والأولاد وبالقرب روضات للصغار وأماكن كافية لركن المركبات لانه بموجب القانون فان كل وحدة سكنية يتوجب أن يتوفر لها مكانان للوقوف دون أية عوائق،واليوم أين نحن من هذا؟ نحن بعيدون كل البعد وألذي لا يعجبه هذا الكلام ليتجول في قرانا العربية ويتأكد من ذلك،لانه أصبح كل من يمتلك على دونم أونصف دونم من ألارض يسعى لاقامة مبنى متعدد الطوابق حتى20 وبعملية بسيطة نستطيع القول أن المجتمع العربي بحاجة الى هذه ألاراضي التي صادرتها الحكومات ولم تعيدها الى المواطن العربي لاقامة المساكن وغير ذلك من المشاريع الحيوية كمراكز التسوق كما هو في الوسط اليهودي،والسبب ينبع بالأساس من الاستمرار في سياسة التمييز بحقنا كمجتمع عربي فلسطيني منغرس في أرضه ووطنه كشجرة ألزيتون الخضراء والتي جذورها ممتدة وعميقة في هذه الأرض الغالية علينا،فمتى ستتوقف هذه السياسة؟لا يلوح بالافق بوادر بل بالعكس عملية حلَ الدولتين مكانك عدَ والتفاوض ليس بالافضل وكذا ألاحزاب التي تتسابق على الإساءة للمواطنين العرب بشتى الطرق،ونحن ندعوا الى تحقيق الامن والسلام والسلم وكل ما من شأنه تحسين ظروف العيش وتحويل الميزانيات للثقافة والتعليم والتربية والصحة وخدمة المسن والعجزة والمعوقين والذين لديهم مشاكل صحية،بدلا من صرفها على التسلح،وشدَوا الهمة وشاركوا في التظاهرة غدا22 من هذا الشهر واثبتوا وحدتكم من أجل المصلحة العامة والتعايش والتسامح والسلام وبالتوفيق.