ان كنَا نريد الاهتمام في ما كان يقوله لنا أو لغيرنا كبار السَن"أن زاد واحد يكفي لاثنين واثنين لثلاثة وهكذا...فان ما نراه من استهلاك اليوم هو في قمة التبذير وحيث أن التبذير غير مشكور،بل جاء في آي الذكر الحكيم"ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين" اعتقد اننا نكتفي بهذا القول وألآية الكريمة،ولو تمعَنا في التبذير ومعانيه وابعاده على البيت والعائلة والفرد والمجتمع لتوصلنا على الغالب الى النتيجة أن التبذير شيء غير محمود بلغة مبسَطة ودون أن تتم عملية ألاتهام بان ذلك بخل وتقطير وتضييق على الذين يسكنون أو يعيشون في نفس البيت أو العائلة،لكن ذلك غير صحيح بالمرة لأننا ننزلق الى الهاوية قليلا فقليلا فاما نجد أنفسنا نغرق في ديون كثيرة ربما نستطيع التخلص منها ان كانت معتدلة المبالغ،والا فاننا نصبح من الذي يطرقون بابهم ويقلقون راحتهم وبشتى الطرق والوسائل وهذا امر غير مشكور اجتماعيا واخلاقيا وغير ذلك من التسميات،وان حدث ذلك لا سمح الله فان حياة العائلة تنقلب رأسا على عقب وتصبح لا تطاق،ومن الممكن أن ينتج عن ذلك تفكك للعائلة وألاسرة والحياة الزوجية وعندها تضطر الاسرة دق باب مكاتب الخدمات الاجتماعية في السلطة المحلية والنتائج معروفة للجميع مسبقا خاصة في المجتمع العربي حيث الميزانيات المخصصة للفرد قليلة جدا من منطلقين أولهما:الاستمرار في سياسة التمييز بحق المواطن العربي الفلسطيني وثانيا من منطلق عدم وضع الخدمات الاجتماعية في سلَم ألاوليات في الميزانيات المخصصة لهذا النوع من الخدمات للمواطن في هذه البلاد لان لها أولويات أخرى مثل شراء الطائرات والغواصات والتسلح واهتمامات أخرى غير الرفاه الاجتماعي والصحة والتربية والتعليم وتقديم أفضل ما يمكن من خدمات للمواطن.
أفادت وسائل الاعلام المختلفة بان موجة الغلاء تجتاح البلاد وتعتبر بلادنا من اغلى الدول في مجموعة أو.أي.سي.دي وفي هذه الأيام التي نمر بها وصل ألامر الى الغرابة بصورة شديدة خاصة في مجال أسعار الخضاروالفواكه حيث وصل سعر ألكيلوغرام الى 15شيكل وقس على ذلك الفواكه بعشرين و25شيكل يا بلاش (وكل يا مواطن) وكغم البامية 30ش وقس على ذلك واللحمة140ش وكذا أسعار السمك،وحدثني أحدهم انهم تناولوا 10 كغم من ألاسماك على وجبة غذاء كلفتهم الف ش وأضاف تصور بأن ربَ هذه العائلة من الذين يتقاضون الحد الأدنى من ألاجور،وعندما سألوه أجابهم "خليها للله يا مواطن" فهل لمَة كهذه عندما نتناول اللحمة تكون تكاليفها أقل؟ لا وأضاف له بان العائلة بالكاد ترى الفواكه في البيت!و"عملة" كهذه عملناه وخلاص كما يقولون باللهجة المصرية،وأحدهم تفوه وقال عندما سأله مراسل التلفزيون خليها بدون أجوبة نحن نبيع الملابس بارخص ألاسعار ونشتري ما يحتاجه البيت بأغلى ألاسعار فالكثير من أنواع الفواكه لا نعرف طعمه بل نراه في الحوانيت فالتفاح والخوخ والاجاص ب-20 ونحن سبعة أشخاص نتقاسم التفاحة والاجاصة والخوخة، لكننا لا نستطيع إعطاء أولادنا هذا :اللوكسوس:عندما يذهب الواحد منهم الى المدرسة شورأيكم؟!!
عندما نصل الى نهاية الأسبوع والأسواق تقترب من اغلاق البسطة فانك ترى كمَا غير قليل من الناس يفتشون في حاويات النفايات عن ما من شأنه أن يؤكل من ملفوف وقرنبيط وبطاطا وموز وفواكه وغير ذلك،ويجدون القليل القليل والذي بالإمكان الاستفاده منه ليستعملوه في طعامهم والسبب:من ألقلَة وعدم توفر المال،ولنذكر ما جاء على لسان الكاتب المصري الكبير توفيق الحكيم في:يوميات نائب في ألارياف: أن المواطنين وجدوا ألاحذية التي قذفها البحر وقدموا الى المحكمة جراء أخذهم هذه ألاحذية،ونحن نقول:حسن أن المراقبين في البلديات لا يغلقون المكان ويمنعون الذين يفتشون في حاويات النفايات عن قوت العائلة!!فاين أقسام الرفاه والخدمات الاجتماعية من هذه الظاهرة المكشوفة عينك عينك!! يرونها عبر وسائل الاعلام المختلفة وهي ليست بقليلة في بلادنا ومن على صفحات الجرائد وهي أيضا ليست بقليلة العدد أكثر من الهَم على القلب!فاين الوزارات ذات الشأن ؟وكيف ترضى بوضع كهذا؟ الجواب لدى مختلف الوزارات ذات وعلى راسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوليس هو الرئيس والذي بيده كل شيء؟ فاين هذه الأحزاب من جمهور منتخبيها؟
لقد ذكروا وحللوا أن من الأسباب للغلاء هو الفارق في الأسعار بين ما يحصل عليه المزارع في حقله وبين ما يقوم المستهلك بدفعه عندما يشتري الحاجيات،وأحيانا يصل ذلك الى%63الى درجة أن كثيرا من أصحاب حقول التفاح والبندوره والخيار وغيرهم كمزارعي الملفوف والقرنبيط طلبوا من الناس أن ياتوا ويقطفوا ببلاش فقط لكي لا تذهب هذه المحاصيل سدى؟؟!فلماذا لا تكون هنالك سياسة منتهجة سليمة تدعم الحكومة المزارع ويعيش بكرامة واحترام هو وأسرته ويحصل على الأموال مثلما هو ألامر في عدد ليس بقليل من الدول الأوروبية؟ أم نحن فقط ديموقراطيون بدون أية حقوق؟ تصوَر أن الذي يريد جمع زيتونه يبقى له لا اكثر من %20 فهل هذا شيء معقول ويجب أن يكون؟ لا وألف لا،هنالك من اقترح ألاعلان عن اضراب ينفذه المستهلك ولا يشتري هذه المنتوجات غالية الأسعار،عندها تبقى ليس في الحقول،وانما عند هؤلاء التجار الجشعين الذين يستغلون المستهلك المواطن! واقتراحا آخر هو الكف عن تناول هذه المنتوجات!وللتذكير والسؤال:هل كان ابوي وابوك يأكلون الخياروالبندورة في شهر تشرين أول؟ الجواب لا،بل كانت ألام والجدات يجففون البندوره والبامية ويحفظونها لحين الحاجة،وكان معظم الناس يحضَرون صحن السلطة من أوراق الفجل والفجل نفسه والزعتر ألاخضر وألذي منعنا من قطفه(هيك بدها سلطة الطبيعة)أن تضيَق على العربي في جميع المجالات،لنعد الى هذه الأيام ونتذذكرها ولا ننساها فهي جديرة بالتذَكر ومفيدة لجيوبنا فسلطة الفجل مفيدة جدا وسلطة البندوره لا تضاهيها فائدة فما رايكم؟ قليل من التفكير يسَهل علينا الحياة التي نعيشها ونبحث عن كيلو البندوره والخيار في سوق العطارين! لماذا؟ فقط للتبذير، وتصوروا ألاقوال:أنا ابني لازم اضع له خيار وبندوره في الزوادة وهو على الغالب يرميهم لانه مزوَد أيضا بالفاكهه والسندويتشات يا سلام،وحسنا اتخذت المدارس في قريتي كفرياسيف والتي على الغالب سبَاقة في كثير من ألامور بمنع ألتلاميذ من ألشراء من خارج جدران المدرسة ،الا في يوم واحد لكل صف،بحيث لا يغبن حق أصحاب المصالح من الاستفادة وهذه مبادرة قيَمة وحسنة جدا قامت بها مديرة مدرسة البيادر المربية الفاضلة سهيله خطيب بالإضافة الى المبادرات التربوية والتعليمية الهادفة ألاخرى،وحبذا لو كانت هنالك إمكانيات لتقوم المدرسة باعداد اللباس الموحد وتستفيد من ثمن الملابس بدلا من أن يكون ذلك حكرا على آخرين .ذكروا أنه بالإمكان اعداد وجبات من ما تبقَى من الطعام من اليوم الى الغد واستبدال الوجبة ألاولى بالثالثة والخامسة بالسابعة وهكذا نوَفر ونسترشد ونستطيع العيش حتى في ظروف قاهرة من جميع النواحي،وعليه نحن بحاجة الى ترشيد استهلاكي منذ الصغر.