هل الذكرى مشهد استعراضيّ؟ راضي كريني
01/11/2017 - 12:02:16 pm

عزيزي اللورد روتشيلد،

يسرّني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونيّة، وقد عُرض على الوزارة وأقرّته:

إنّ حكومة الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قوميّ في فلسطين للشعب اليهوديّ، وستبذل جلّ جهدها لتسهيل هذه الغاية ...

هل يمكن لتصريح/وعد/وثيقة/... (سمّوه ما شئتم) من هذا القبيل، وبهذا الحجم أن يمنح مَن لا يملك (الاستعمار البريطانيّ) لمَن لا يستحقّ (الحركة الصهيونيّة)، وإحلال شعب/أمّة مكان شعب آخر؛ليحتلّ الأرض، والإنتاج (السوق)، والعمل مئة عام؟!

هل كان اليهود شعبًا؟ وهل كانوا شعبًا بلا أرض؟! كما ادّعى قادة الصهيونيّة. وهل أصبح العبرانيّون شعبًا يهوديًّا؟

هل كانت فلسطين وطن طوائف؟! كما ادّعى بلفور: "على أن يفهم جليًّا، أنّه (إقامة المقام القوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين - ر.كـ..) لن يُؤتي بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنيّة والدينيّة التي تتمتّع بها الطوائف غير اليهوديّة المقيمة في فلسطين ..." !

هل حقّا كانت للمواطن الفلسطينيّ  العربيّ، ابن الأكثريّة (المسلم والمسيحيّ)، أو اليهوديّ، ابن الأقليّة، حقوق دينيّة ومدنيّة (لا قوميّة ولا وطنيّة) في عهد حكم الاستعمارَين/الاحتلالين التركيّ والبريطانيّ على/لـ فلسطين؟!

هل وعد بلفور هو وعد يتيم؟! أم إنّه كان خطوة تكتيكيّة من خطّة إستراتيجيّة متكاملة؟!

لماذا لم يستغلّ العرب الوعود الكثيرة ، والأضخم من وعد بلفور التي منحها الاستعمار: التركيّ، والبريطانيّ، والفرنسيّ، و... لهم؟

كيف؟ ولماذا استطاع بعض اليهود أن يسيطروا على البنوك ووسائل الإعلام، والمعاهد الأكاديميّة، و... ويتنفّذوا، ويبسطوا سيطرتهم على الوزارات والمؤسّسات الاقتصاديّة والإعلاميّة والأكاديميّة و... في كلّ من تركيا (أيضا في عهد أتاتورك) وفي كافّة الدول المؤثّرة على السياسة العالميّة، بشكل عامّ، والشرق أوسطيّة، بشكل خاصّ، (يعني: في الأمريكتين، وفي أوروبا، وفي الاتّحاد السوفيتيّ، وفي المغرب العربيّ، و...)؟!

لا تقولوا لي الماسونيّة. ربّما أوافق على دور الماسونيّة ونفوذها وسيطرتها على دولة الخلافة العثمانيّة،وبعد ذلك على تركيا أتاتورك.

هل نجح وعد بلفور، في تحريك الشارع اليهوديّ ضدّ البلشفيّة، وتحويل مسار الهجرة اليهوديّة،  وأخذت قيادات الأحزاب الشيوعيّة والسلطة السوفيتيّة تحسب حساب اليهود المتنفّذين في روسيا؛ فغضّت الطرف عن ممارسات الاستعمار البريطانيّ (مثل بناء المستوطنات والمؤسّسات و... اليهوديّة)، وخفّضت مِن دعمها للهبّات والمقاومات الشعبيّة في فلسطين، على أمل بناء الدولة الاشتراكيّة فيها؟!

هل أخضع الاستعمار البريطانيّ الإدارة الأمريكيّة، من خلال استثمار الدور الصهيونيّ وتوظيفه في استمالة مؤسّسات الحكم لصالحه ولصالح الصهيونيّة؟

هل كسب الاستعمار البريطانيّ امتيازات استعماريّة إضافيّة على حساب الاستعمار الفرنسيّ، وغيّر في معادلة "سايكس-بيكو" لصالحه، من خلال توظيف واستثمار القيادات الصهيونيّة في فرنسا؟

هل خدع هرتسل القيصر الألمانيّ، حين كتب له: "إنّ حركتنا اليوم مهيّأة لتقبل الحماية الألمانيّة، منذ أن حظيت بالاتّصال بسموّكم وأنا أفكر؛ وهذا يرجع إلى اهتماميّ بألمانيا، بسبب ميولي الثقافيّة، وكوني أديبا ألمانيّا"؟

أم إنّ حاييم وايزمن، حبيب بلفور، استغلّ هرتسل الحالم؟ وأصبح الحلم حقيقة؟!

كيف ومتى يصبح حلمي حقيقة؟

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق