خُلودُ آلشآمِ
خَمَّرتُ شِعري بخوابي مُخِّي وكُلُّ جَوارِحي إستُنفِرَتْ وتأهَّبَت
أَشجارُ آلدِّلبِ نَاطَحت آلسَّما وزهرٌ مَنضودٌ نَضْداً قَد نَبَت
بوَّاباتُ آلشآمِ رَحَّبَت وهَلَّلت وبِوَجهِ آلغُزاةِ عَبَسَت وزَمجَرَت
تمايَلَت أَفنانٌ بغُوطَتَيِّ دِمَشقَ وكأنَّها مِن مَاءِ برَدى سَكِرَت
ألطُّيورُ آلجوارِحُ رَفرفَت بجناحِها وعلى قاسيونَ آلعظيمِ تربَّعَت
ستظَلُّ يا قاسيونَ شامخاً رَغمَ آلوَيلاتِ آلتِّي عصَفَت
كَم تعرَّضَت آلشآمُ للمِحَنِ ومِن سجِلِّ آلتَّاريخِ ما إنمَحَت
جَالَت أُسُودٌ بضِفافِك بَرَدى وصُقورُكَ شُمَّ آلجِبالِ وطأَت
سِهامُ رُماتِنا ورِماحُنا ما أخطأت ولا آلسُّيوفُ آلبَتَّارةُ آلَّتي شُحِذت
لِحوافِرِ خُيولِنا آلأصيلةِ آثارٌ وبصَماتُ بُطُولاتٍ قد حَكَت
بِلادُ آلشآم عَزيزةٌ كريمةٌ صَبَرَت صَبرَ آلجمالِ وما إشتكَت
أَسرابٌ من آلحساسينِ رقَصَت هامَت وبِعِشقِ آلشّآمِ شَدَت
غَنَّت كَما زِرياب بآلأندلُسِ تبسَّمَ آلفَجْرُ وآلعَتمةُ إنجَلَب
أيقظَ أكمامَ آلزَّهرِ آلنَّدى وطرَقَ أبوابها آلَّتي إنفَرجَت
فاضَ بآلعِطرِ رَحيقُ آلزَّهر وآلنَّحلاتُ على صهَواتِها إسْتوَت
إنتشرَ آلحُبُّ وبَلَغَ آلمَدى وآلقُلُوبُ آلتي تحجَّرت عَشِقَت
ضِفافُ بَرَدى جَنائنُ آلفِرْدَوسِ خلَدَت كما آلشّآمُ وما إندثَرَت
سَيفُ آلشآمِ ما تثَلَّمَ ولا نَبَا لو كُلُّ سُيوفِ آلفوارسِ نَبَت
شِعِر طلال غانم - المغار