التجارة بحد ذاتها مهنة هامه ومفيدة وحيوية وذات قيمه اجتماعيه وانسانيه وتعامليه بين الافراد والاسر والاطر الاجتماعية على مختلف الاصعدة والنواحي الاجتماعية , ولا تقف هذه التجارة عند حد في كيفية ونوعية التعامل فيها والامانة والاستقامه , هذا ما يتطلبه العمل التجاري الصحيح وبالاحرى التجارة بحد ذاتها , اذ انها تشكل مصدر رزق للكثير من الممتهنين في هذه المهنه الحره , وكتيرا ما عملت هذه المهنه على تطور وتقدم اصحابها وخاصه ان كانت حره حقيقيه ومستقيمه يدعمها ضمير حر , وكثيرا ايضا ما اصبحت هذه المهنه عاله على اصحابها او سببا في تردي احواله الاقتصاديه وربما اودت بهم وباوضاعهم الماديه والاقتصاديه والاجتماعيه في بعض الاحيان كادت ان تقضي عليهم اقتصاديا نتيجة ما صنعت اياديهم .
وقد ارتكزت مهنة التجارة الصحيحه على نواحي وارشادات دينيه من مختلف الديانات وعرفت كذلك بمدى تاتيرها في الايجاب والسلب , وكذلك مضاعفات الايجاب في هذا الاطار من ناحية ومضاعفات السلبيات ايضا.
فاذا تروينا قليلا وابصرنا اكتر في حروف كلمة " تاجر" نستطيع ان نوضح في هذا السياق مستندين على ما ذكر عن كلمة تاجر بانها تتالف بالطبع من اربعة حروف , ولكل حرف معنى يتماثل ويتطابق مع الحرف الاخر لتشكل هذه الحروف الاربعه مجتمعة كلمة "تاجر" .
فالحرف الاول - ت- يرمز الى التقي حيت ان التقوى تاتي من لب الدين والامان وليس بمقدور التقي ان يحيد عن السراط المستقيم وخاصة في البيع والشراء والاخذ والعطاء.
والحرف الثاني - أ – يرمز الى كلمة امين اي ان هذا المرء في تصرفاته ومعاملاته مع الغير هو امين .
والحرف الثالت – ج – يرمز الى كلمة جسور اي انه شجاع بمعنى الكلمه وفحواها فهو شجاع في الحق شجاع في الامانة وفي الصدق .
وحرف ر يرمز الى كلمة رؤوف الذي يشمل في معناه الرأفه والحنان والعطف , وبطبيعة الحال هذه المعاني بعيدة عن المكر والتلاعب بالاسعار وربما الغش ايضا.
اذن من خلال ما ذكر فان كلمة تاجر بمعناها تشمل التقي , الامين , الجسود والرؤوف واذا تجمعت هذه المعاني حقا في شخص واحد فلا بد الا وان يتحلى بجميع الصفات التي تشملها هذه الكلمات, وعندها لا يمكن لهذا المرء ان يسلك مسلكا وطريقا اخر في نطاق عمله التجاري وضمن تعامله مع الغير .
وهنا يترتب علينا امعان النظر والتأني والتروي في ذلك , فاذا صوبنا نظرة خاطفه على المجتمع اليوم , وتفحصنا بحنكه وحكمه لوجدنا الكثير الكثير من الاختلاف في بعض الاحيان , وربما في غالبيتها في مضمون هذه الكلمه "تاجر" وما تعنيه التجاره اليوم, فهي ليست تلك التي كانت يوما من الايام , وليست هي كما يجب ان تكون , فالاحوال تغيرت , وانواع التجارة ايضا تبدلت من حيت النوعية ومن حيت الاستقامة وكذلك من حيت الامانة , فالربح المعقول والمقبول والمسموح في العرف الديني والاجتماعي يجب ان يتجلى في كل تعامل تجاري , هذا فعلا ما يتوخاه كل انسان صاحب ضمير حي تمشيا مع المثل العليا في التجارة ,
الا اننا وللاسف في كتير من الاحيان نرقب وعن قرب التلاعب في الاسعار , وقلة الامان,والربح الفاحش الذي لا يقبله اي دين , هذا عداك عن الغش وامور اخرى لا يعرفها المواطن .
هذه الامور وخلافها لا يمكنها ان تشمل الجميع فطوبى لهؤلاء الذين يضعون نصب اعينهم في تعاملاتهم اليومية الاستقامة وقواعد التعامل الصحيح وهم يختلقون عن نوع اخر من الذين تغيرت عندهم قواعد واسس التعامل واصبحت المقاييس الماديه هي صاحبة الفصل والقول في هذا النوع من التعامل , فلا شك ان هناك فروق شاسعه ما بين تجارة وتجارة , فالتجارة الحقيقيه الصحيحه والنظيفه تتميز كثيرا في جوهرها عن التجارة الاخرى التي تبغى فقط الارباح الفاحشه دون التقيد بالضمير وبالامانه . الامر الذي قد يؤدي بالتالي الى زوال هذا النوع من البشر عن خارطة التجارة لاسباب قد استحدتها هو نفسه .
وعليه قارئي العزيز ينبغي على اصحاب هذه المهنه ان يدركوا كل الادراك بان القناعه كنز لا يفنى , وأن الاستقامة هي لب الامانة والابتعاد عن كل امر قد يسيء لهذا التاجر او ذاك , وكذلك الحذر من الغش والتلاعب بالاسعار وبالموازين, لان في ذلك وبدون ادنى ريب خساره اخلاقية , ضميريه واجتماعيه اولا , وثانيا خساره اقتصاديه وماليه مؤكده ولو على المدى البعيد .
فالافضل لكل امرء كائن من كان وله علاقه بما ذكر ان يتقي الله ويتبع كلمة "تاجر" التي تعني كما ذكرت في مستهل هذه الاقوال , المتقي , الامين , الجسور والرؤوف عندها تهون عليه وعلى اقرانه امور كتيرة وربما على الكثيرين الكثيرين من افراد هذا المجتمع .