يهدمون ونبني – بقلم الدكتور محمد الشغري-حي الشغري كفرياسيف            

الرسائل التي أرسلت الى بعض المواطنين في قرية عسفيا في الكرمل هي أوامرهدم للمنازل والبيوت التي أقامها أصحابها على أراضيهم وبملكيتهم كما ذكر،وانهم بنظروزارة الداخلية وسموتريش وكيمنيتس يجب أن يتمَ هدمها وفورا دون الاخذ بعين الاعتبارحاجة الأهالي الذين اقاموها بسبب الضائقة السكانية التي عانى ويعاني منها هؤلاء الأهالي الذين هم في أمسَ الحاجة الى منزل يقيهم برد الشتاء وحرَ الصيف،كما انه من المؤكد أنهم شيَدوا هذه الدور دون حصولهم على الأموال والهبات والقروض قليلة الفائدة كما هو الحال في المجتمع اليهودي حيث الهبات والقروض المختلفة تعطى وتمنح للمواطن اليهودي ولا تمنح مثلها للعربي حتى ولو كان من طائفة الموحدين الدروزوخدم في الجيش؟هذا ما نعلمه وان كانت هنالك معطيات أكثر دقة فنحن على استعداد لتغيير الرأي وما نكتب،شرط أن نتزود بها!

لماذا أوامر الهدم هذه؟ألا يكفيهم أنهم لا يقدمون نفس القروض وحجمها للعربي كاليهودي؟كما ان القسائم وقطع الأرض هي أيضا مختلفة وكذا ألموقع الجغرافي ونوعية الأرض وقربها من المدن الكبرى ومركز البلاد أو القرب من مراكز المواصلات والتي تساعد وتسهم في الحصول على عمل قريب من مكان السكن والذي يساعد في الحصول على عمل قريب من مكان السكن يوفرالزمن والوقت والمصاريف،كما ان القسائم التي تمنح لليهودي مختلفة وانه يحصل عليها بعد تطوير البنى التحتية وتوفير خطوط المياه والكهرباء والشوارع والازقة وملاعب وربما أحيانا توَفرمدرسة قريبة بالجوارأو رياض أطفال أو حضانة وكل هذه المؤسسات ان لم تتوفر آنيا تتوفر مستقبلا أليس كذلك؟،أما بالنسبة للمجتمع العربي فان ذلك يتوفرفي ما ندرأليس كذلك؟وحتى لو افترضنا أنه بعض ألاحيان تخصص قسائم مع دعم معقول وتطويراما بالمجان أو باسعارقليلة ولمجموعة قليلة من السكان الذين يستحقون ويستحقوا وبحق مثل هذه المنح والقروض،لكن ليس كما هو في المجتمع اليهودي والسبب هو التمييزالمستمر وعدم تحقيق المساواة لا التامة ولا الناقصة لمجتمعنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد بلاده وبلاد ألاجداد وألآباء وألامهات فنحن كعرب منغرسون ومزروعون في هذه الدياروالبلاد التي هي بلادنا.

حسنا وواجب على مجلس عسفيا المحلي ورئيسه وجيه كيوف الذي لا يتخلف عن القيام بواجبه كمنتخب جمهوروقبل ذلك،وكان اجتماعا تشاوريا حضره فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية وأعضاء كنيست وغيرهم من قادة المجتمع اعترضوا وأكدوا حقهم في العيش الكريم والعيش في منازل وبيوت لهم وعلى أراضيهم،لكن هؤلاء الذين سنَوا القوانين العنصرية المميزة بحقنا وبحق أبناء الطائفة المعروفية يجب ألعمل على وقف نفوذها وسريان هذه القوانين،صحيح هنالك أعضاء في البرلمان4من أبناء الطائفة ووزير ويتوجب عليهم وعلى غيرهم من الأعضاء في القائمة المشتركة ومن غيرهم من ميرتس وكلنا وكل من له ضميرحيَ المساهمة والاسهام في العمل على ألغاء هذه القوانين الجائرة لانها لا تسري على الغالب على المجتمع اليهودي لانه لا يمتلك أراضي خاصة وهو يحصل على البيت من الوكالة اليهودية والمؤسسات الأخرى ولا يدفع ثمن هذه الأرض أليس كذلك؟فالارض تملكها الدولة مابين93-97%والعرب يمتلكون الباقي مع علامات أسئلة واستفساركبيرة،فهذه القوانين شرَعت للمس بالعرب وقس على ذلك القوانين العنصرية الأخرى والتي ما انفك العنصريون من البيت اليهودي والليكود ومن غيرهم من دعاة المس بالعرب تشريع القوانين التي تستهدف العرب لانهم عرب ولا توجد أجوبة لماذا؟

ان الاجتماع الاحتجاجي في بلدة عسفيا لا يكفي،وهنالك ضرورة تجنيد أكبرعدد ممكن المواطنين ومن مختلف انحاء البلاد للتظاهر والاحتجاج على هذه السياسة المجحفة بحقنا كمواطنين في هذه الدياريا سي!د نتنياهورئيس الوزراء الذي بيده الحل والربط اسألوه.يتوجب الدعوة الى اجتماع موسع يشارك فيه رؤوساء المجالس المحلية من عربية ودرزية وغيرها ومن مركز الحكم المحلي للحصول على اكبرتاييد ودعم وان تنظم مسيرات وتظاهرات تشرح هذه المشكلة وليتفهم المجتمع اليهودي مطالبنا وبالامكان أن تكون نقطة الانطلاق من مقام سيدنا الخضر عليه السلام في بلدة كفرياسيف وقريبا لان هذه الحكومة ومن يقف على راسها لا يحترمون المجتمع العربي ولا تكفي الاتصالات التي قام بها النائب د.أكرم حسون صديقنا والذي لا يترك فرصة الا ويستغلها،لكن لا حياة لمن تنادي ويتوجب دعوة كل من يعتقد ريس مجلس عسفيا بدعوته الى هذه الاجتماع الاحتجاجي ضد هدم المنازل للعرب وان يكون العنوان"بيت لكل واحد"المأوى وألمسكن من ألاولويات ويجب أن ينظم هذا سريعا وبهمة كل الفئات والهيئات السياسية والاجتماعية الفاعلة ولكل من يريد دعمنا في قضايانا العادلة،فاليوم عسفيا وغدا دالية الكرمل والبيوت في النقب والتي لا ينفَك أي من مبرمجي هذه السياسة من التفكير في هدمها بشتى الحجج والأسباب وأنا متأكد من الذين ذكرتهم بالعمل سويا من أجل حلَ هذه المشكلة المستعصية،ونؤكد ونقول:يا جماعة لا تحاولوا المباشرة بإقامة بيت قبل الحصول على التراخيص المناسبة-كلها-قبل المباشرة بالبناءولا تعرَضوا أنفسكم لمثل هذه المضايقات والغرامات وخسارة الأموال التي جنيتموها بعرق جبينكم وهي للأولاد وليست للغرامات الحكومية ولا تجربوا هذه الحكومة وسياستها تجاه المجتمع العربي على اختلاف الانتماء الديني لأننا كلنا في الهوى سوا اليس كذلك يا رئيس مجلس عسفيا وجيه كيوف؟لنتكاثف كلنا ونشدَ الهمة.

لفت انتباهي أمرخاص بلجنة العلاقات الخارجية للقائمة المشتركة والتي عاد وفدها من الخارج والتقى بمسؤولين في الاتحاد الأوروبي:نقول يكفينا رواح وجيان دون أية نتائج تذكركما أعتقد وان كنت مخطئا فالخطأ مردود،كشخص ملم بالسياسة ألاوروبية ودولها ولغاتهم نشيرلايكفي أن نسافرحتى لو كان من بيننا من يعرف ألانجليزية لان الوعود مثلها مثل باقي الوعود التي نحصل عليها هنا في بلادنا،بل يجب أن يكون هنالك برنامجا متواضعا قليل الطلبات ليتمكنوا من تلبية هذه المطالب ان كان ذلك ممكنا أليس كذلك؟ثم الا تعتقدين أنه يتوجب عليكم ألاستشارة واستشارة من؟هؤلاء الذين لهم دراية بلغة ألاوروبين ألاصلية وتنويع المشاركين وأن لا تقتصرالزيارة على "رحلة استجمام"مدفوعة الثمن؟ونذَكرأن مثل هذه اللجان تنطبق على من هم في لجنة المتابعة من ألاعلاميين والمسؤلين عن العلاقات العامة وغيرهم والذين"انتخبوهم"ليمثلونا،ونحن نقول انهم لا يمثلوننا ونحن لدينا الجرأة ألادبية وألاجتماعية لنقول هذا الكلام من منطلق الحرص على المصلحة العامة،وعدم سماع التعليقات من ألاوروبيين عن مثل هذه الزيارة،دائما يتوجب التنويع،وفقط للتذكيربان كلا من القائمين على لجنة الرؤوساء وهم يعرفون انفسهم بالاسم وان انكروا سنضطر الى الكشف عن ألاسماء،انهم لم يتجرأوا على ذكر من رشَح نفسه للرئاسة اليس كذلك يا رئيس اللجنة؟

لاننتقص من عمل أي من منتخبي الجمهور،لكن اعملوا أكثرواثبتوا أنفسكم بالعمل وليس من على صفحات الصحف وفي وسائل اعلام أخرى وما أكثرها اليوم وهي تجتَر ما يكتبون،عينَوا قضية وعالجوها وحققوا ألانجازات خصوصا ونحن مقبلون على ألانتخابات للسلطات المحلية والبرلمان،تجولوا في قراكم واطلعوا على النواقص والاحتياجات وحاولوا حل شيئا من هذه المشاكل وجهودكم مشكورة ولا تحاولوا القول اننا لا سمح الله ننتقص من عملكم ومناطحتكم للوزراء ولهذه الحكومة العنصرية ولعدد كبيرمن العنصريين،لكن هنالك مجموعة ليست بالقليلة من الجتمع اليهودي الشرفاء وعليه يجب العمل سويا معهم من أجل ألامن وألامان وتحقيق السلام ودولة فلسطين والرفاه والعدل ألاجتماعي ورفاهية الفرد.