دبور ما منَه عسل-بقلم الدكتورمحمدالشغري-حي الشغري-كفرياسيف
الخطوة التي أقدم عليها ألرئيس ألاميريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء أل-6 من شهركانون ألاول للعام الحالي 2017 ألاعلان عن ألقدس عاصمة دولة إسرائيل والطلب من مسؤولين في الخارجية بالتحضير الى نقل ألسفارة ألاميريكية من تل- أبيب الى ألقدس" تدل اقل ما يمكن قوله ألغباء بحد ذاته وكارثة"هذا ما أدلت به وزيرة خارجية مملكة السويد مارجوت فالستروم الى وسائل ألاعلام مشيرة بأنها بدأت في ألاعداد وبالتعاون مع جمهورية مصر العربية وفرنسا بريطانيا بوليفيا أوروجواي إيطاليا ألسنغال وغيرهم من الدول الى المبادرة لتقديم طلب بعقد اجتماع استثنائي وعاجل لمجلس ألامن الدولي هذا الأسبوع لبحث القرار وابعاده والخشية من حدوث اضطرابات وهذا من شانه ان يشكَل منعطفا خطيرا للغاية قالت فالستروم وأضافت بانها ستلتقي بوزيرالخارجية ألاميريكي تيلرسون وستقول له:كيف فكَر ترامب؟ وماذا يظن ردود الفعل ستكون؟ وهل هنالك خطةأكثر شمولية وأطول أمدا لحل القضية الشرق أوسطية؟وهل هذا هو استفزازللقرارات الدولية والشرعية التي اتخذتها المنظمة الأممية وبوجود الولايات المتحدة ومشاركتها في اتخاذ القرارات ولم تعترض عليها،وبهذا القرار منها فانها تضرَب بعرض الحائط كل هذه القرارات الشرعية الدولية؟ ويترتب عن هذا الضغط خطوة كارثية وتداعيات توترَ في المنطقة وانه يتوجب العودة الى عملية السلام التي تهدف في النهاية الى التوصل الى حل الدولتين وأن القدس شرق وغرب ستكون عاصمة للدولتين إسرائيل وفلسطين وتجنَب أي تغيير قد يؤدي الى تقويض هذه الجهود أشارت فالستروم وان المنطقة تعاني في ألاصل توترات والكثير من القلاقل نحن ندعو الى حل الدولتين وأن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يعتبران القدس عاصمة للدولتين إسرائيل وفلسطين واننا ناسف لهذا القرارالذي اعتبره كارثة قالت فلستروم وانه يتوجب على الأمم المتحدة التدخل وفورا،لان قرارا كهذا دون هدف ويشكل خطرا واضحا وقلاقل اجتماعية اما مفوضة الشؤون الخارجية في ألاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني فقالت:هذا الإعلان غير قانوني ويتناقض مع القرارات الأممية ويتوجب العودة الى عملية السلام بهدف التوصل الى حل الدولتين ونحن مع هذا الحل كمجموعة الدول الأوروبية القدس مدينة ومنطقة محتلة منذ عام 1967حزيران ولا يوجد من يقول ان المناطق التي احتلت ستبقى محتلة،بل يجب أن تعاد الى أصحابها،هنالك قرارات اممية اتخذتها ألامم المتحدة تعارض احتلال أراض أو أماكن من قبل دولةأخرى او إقامة مستوطنات أو مستعمرات على أراض للفلسطينيين لانها أراض محتلة ومهما طال الاحتلال وتغيرت الحكومات فان القوانين الدولية كانت وستبقى سارية المفعول والى ألابد".
لا نريد التطرق الى ان مظاهرات جرت في عدد ليس بالقليل من الدول من عربية وغيرها رفعت الشعارات المنددة بقرار ترامب وأحرق المتظاهرون الاعلام الامريكية والإسرائيلية؟وبدلا من أن ينصب الغضب حول استمرارية الاحتلال والتحيَز الأمريكي والدعم المستمرللحكومة الإسرائيلية والمماطلة في تطبيق القرارات الدولية والتي كانت أمريكا جزءا لا يتجزأ منها وأغمضت أعينها عن البناء في وعلى ألاراضي المحتلة الفلسطينية وعدم التمسك بتنفيذ هذه القرارات التي هي من حق الفلسطينيين والبناء في القدس وفي المستعمرات وتوسيع المستوطنات وضرورة انهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي دام منذ أل-6 من حزيران عام1967 الى يومنا هذا وضرورة تنفيذ القرارات الأممية والدولية التي اتخذتها الأمم المتحدة وبضمنها الولايات المتحدة ألامريكية واحقاق الحق للشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب دولة إسرائيل وفي حدود السادس من حزيران للعام1967 وحلَ الدولتين واخلاء المستوطنات- المستعمرات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية والعمل على تنفيذ ذلك،ينشغلون في المظاهرات والاعمال الاحتجاجية.
ذكرنا أنه لا فائدة ترجى من التمسك بامريكا فهي لا تدعم ولا تؤيد الشعوب العربية والعمل على احقاق حقوقها ألمشروعة وثبت ذلك في ألكثير من القضايا بشكل عام والشعب العربي الفلسطيني بشكل خاص ومهما حاول الزعماء العرب وخاصة حكام السعودية وملوكها ورؤوساء الدول ألاخرى ومن دول ألامارات العربية ومن الخليج العربي ومهما سمحوا لهم بإقامة القواعد الجوية وغير الجوية العسكرية(أساسا لا يسألوهم كيف وأين ستكون هذه القواعد في قطر أو الكويت أو المملكة العربية السعودية) ويبتزون منهم ألاموال ويبيعونهم ألاسلحة القديمة لتستمر الصناعة ألاميريكية في انتاج ألجديد من العتاد والمعدات العسكرية مما يسهم في إيجاد أماكن عمل للامريكيين ويسهم ذلك في ألاقتصاد ألامريكي وتطويره،22 عاما لم يقدم أي رئيس أميريكي على قرار كالذي اتخذه ترامب بالإعلان عن ألقدس عاصمة دولة إسرائيل أو ألاعلان عن نقل السفارة ألامريكي من تل – أبيب الى ألقدس وهنالك بعض المحللين ألذين ينوهون بأن ترامب لم يذكر ألقدس بشقيها ألشرقي وألغربي عاصمة ولم يعَين ألحدود وأعلن ولأول مرة عن حل ألدولتين وأنه مع هذا الحل،لكن هذا لا يكفي أليس كذلك يا حضرات المحللين؟؟ وعليه يتوجب على قادة وزعماء الدول العربية وحكامها ليس التفتيش عن بديل وبدائل فهم موجودون فالاتحاد السوفياتي سابقا وروسيا ألاتحادية حاليا برئاسة بوتين هي خير بديل ويجب التمسك به،تذكروا أثناء العدوان ألثلاثي على مصر عام 1956 عندما هجمت جيوش دول ثلات على مصر وهي الجيوش الفرنسية وألانجليزية وألاسرائيلية في أكتوبر-تشرين ألاول من العام المذكور وكيف انسحبت هذه ألجيوش الغازية من ألاراضي المحتلة في مصر ومن قطاع غزة بعد ألانذار السوفيتي والذي هزَهم ولا ننسى بان ألاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا اليوم هي أكبر سند للشعوب العربية واحقاق حقوقها ألمشروعة والوقوف الى جانبها وخاصة ألشعب العربي الفلسطييني،وبعد حرب الأيام الستة قطع ألاتحاد السوفياتي العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وبقي لسنوات طويلة حتى بعد أن قام المرحوم الرئيس المصري أنور السادات بالقدوم الى إسرائيل عام 1977 وتمت المصالحة ألاسرائيلية- المصرية،هم دعموا الفلسطينيين وما زالوا وكذلك لا ننسى الصين الشعبية ودعمها هي أيضا وغيرهم من دول عدم ألانحياز كالهند ويوغوسلافيا على سبيل المثال،هذه الدول هي بلا شك بدائل هامة ونحن لا ندعوالى أن تقاطع الدول العربية ألادارة ألامريكية،بل أن تعيد النظر في كل السياسة المنتهجة من قبلهم تجاه ألحكام ألامريكيون.
نعود لنؤكد بأننا ما زلنا نعتقد بوجود عقلاء في المجتمع أليهودي والذين في معظمهم يؤيدون حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة كما لهم وأن حل ألدولتين يجب أن يكون هو ألحل ألامثل ويعيش العرب واليهود في وئام وامان وسلم وسلام وتعاون ومحبة واحترام متبادل وتساممح وعمل مشترك بما فيه رغد العيش والتطور والسلام للجميع،وبهذه المناسبة قرب حلول عيد ألميلاد المجيد ورأس ألسنة ألميلادية جعل الله هذه المناسبة سنة خير وأن يعيد ألحكام من نظرتهم وقراراتهم المتحيزة وأن يكون العدل والانصاف طريقهم وكل عام والجميع بألف خير جعلها سنة احقاق حقوق ألغير وعدم ألانتقاص منها فالكل سواسية.