نسمع هذه العبارة بصراحه في كثير من اللقاءات والاجتماعات والمناسبات التي يشارك فيها الناس , بمختلف شرائح المجتمع , وبمختلف الاجيال وبمختلف المقامات , وقولها او التفوه بها بين اثنين او اكثر, امر صادر بدون شك عن تجارب , عن معرفة وعن يقين بأن هذا المرء لا يمكن ان يصدق , وقد يسند هذا الرأي في غالب الاحيان على اعمال وافعال كان قد قام بها نفر من الناس واتخذ لنفسه خطاً , وربما نهجاً في حياته اليومية , ويكون ظاناً ان الامور ستبقى في الكتمان دون الاباحه بها , متناسياً في هذا الظرف ان يرويها من واحد لواحد وهو بنفسه قد يكون فعل كل هذا عن قصد ولغرض في نفسه وفي نفس يعقوب .
واذا توقفنا هنيهة وتطلعنا من حولنا ,وامعنا النظر هنيهة اخرى لوجدنا ان هناك نفر من الناس تعّود على اطلاق العنان لافكارهم السلبيه وابتدعوا امراً لا اصل له ولا فصل وبدأوا بترويجه للاساءة الى فلان اوعلان , اوللحط من قيمة هذا او ذاك , ليس لانه ارتكب خطأ ً ما , بل لهدف خاص قد يحتفظ به لنفسه .
ويتابع هذا المرء او ذاك نهجه المذكور ويروج اموراً لا حقيقه لها ولا تستند الى مصدر صحيح , وقد يصدّقه الناس لفترة زمنيه محدوده , وفي هذه الفترة يقومون ايضاً بترويجها مستندين على اقوال هذا المرء او ذاك , وبفعلتهم هذه قد يذهبون في طريق غير الصحيح وقد يستمعون للغير دون فائدة وهم بغنى عن كل ما قد حصل او قد يحصل .
وينغمس هذا المرء او ذاك في الاكاذيب , وقد يطيب له اختلاق الدعايات والادعاءات , وتراه يرتاح لها , ويرتاح ايضاً الى خلط الحابل بالنابل .
وربما يكون هادفاً , ويعود نفر من الناس تصديقه وترويج ما سمعوه منه او على لسانه , وتتكرر الامور مراراً لتعود على نفسها في كثير من الاحيان , الا ان الناس في غالبيتهم يميلون الى تصديق ما قد يطلق هذا المرء او ذاك من اكاذيب لا تمت للحقيقه بصلة, وفي كثير من دروب الحياة , وربما هذه المره لخلق بلبله بين الاهل والاصدقاء والمعارف , ومن لم يترو ويدرس الامور على حقيقتها ربما يصدق , وقد يدافع عن هذه المواقف وربما يتبناها وهي من اساسها غير واقعيه .
وقد تتكرر الامور وتعود على نفسها ولا يزال قسم من الناس يصدقونها , ويتيقنون فيما بعد من عدم صحتها , وكذلك مثلهم الكثيرون يدركون مدى صحتها ولا يكثرتون بها وبمصادرها .
وفي نهاية المطاف يصل الناس الى وضع لا يصدقون فيه هذا او ذاك من هؤلاء لكثرة تكرار اقوالهم حتى ولو قالوا الصدق , وتراودهم الافكار وفيما بعد الافعال مشيرين في اقوالهم الى ان الكذاب كذّاب ولو صدق , فنهجه لا يتغير , ومن شب على شيء شاب عليه , ومع كل هذا في النهايه , اقول انه من الافضل ان يبقي الانسان امكانية التصحيح وتغيير السلبيات الى ايجابيات افضل بكثير من عدمها .