عَلْقَم وبَلْسَم (نَثْر حُرّ) بقلم: د. منير موسى
06/01/2018 - 07:47:04 pm

عَلقم وبَلسم

(نَثْر حُرّ) بقلم: د. منير موسى

(1)

{الخطاب الثّاني إلى وَزارة المواصلات}

*

 

احذروا الشّوارع المُوحشة والمتوحّشة!

*

لماذا تزمّر للسّائق الّذي أمامك على المفرق؟ هو ينتظر اللّحظة المناسبة حتّى يتحرك. اقرأ كتابًا في التّربية!

*

لماذا تريد أن تَقتل، وتُقتل، وأنت طائر في سيّارة الجيب في غُبْسة اللّيل البهيم. إن مددت سَبّابتك فيها، لا تقدر أن تراها؟ تلك الطّائرة الّتي لم تسدّد ثمنها بعدُ.

*

لتتنبّهْ شرطة المرور الّتي نحترمها، وتحافظ علينا ليلَ نهارَ، لمقترفي المخالفات الحقيقيّين المتمتّعين بالتّسيّب!

*

لمسؤولي وزارة المواصلات، لطفًا ومعروفًا، أَنزلوا السّيّارات القديمة عن الشّوارع؛ حتّى تتنفس! امنعوا شراء المركبات الجديدة. لا تشفقوا على طمع البرجوازيّين المشغولين في حسابات البنوك. اكسروا كلّ مظاهر تعظّم المعيشة وشوفة النّفس والخشخشة بالمفاتيح الخارجة من الوكالة، وبلا رحمة لمن لا يعمل رحمة. فالطّرقات تئنّ، وأصبح هذا الموضوع حديث النّاس. فهل بادرتم لإصلاح الوضع؟

*

اجلسْ في مَقصِف مرتشفًا القهوة؛ وانظر إلى السّيّارات المسفّحة وراء بعضها. ويا نعْمك، عندما ترى شبه المقطورة (السّيمي تريلر) معزّقة على ما تْجيب! وماذا يهمّ سائقها؟ طولها من العشرين مترًا فما فوق! لكنْ، أقول لكم، سيهمّه. وكثيرون فقدوا حياتهم، وأفقدوا غيرهم قسرًا، والكلّ سادر!

*

قف في محطّة، وتفرّج على الحافلات الكبيرة (الباصات)، كيف تسير، وكيف تقف على المحطّات. بعضهم مجازفون! يشكّلون خطرًا على أنفسهم وعلى النّاس. الحافلة تدهم المحطّة دهمًا. من أجل ماذا؟ وإذا كان أمامها تلك الفولاذيّة؟  

*

أظنّ أنّ تخفيف الضّرائب عن كواهل المواطنين، يمنع الحوادث، أو يخفّفها إلى أكثر من النّصف! فكّروا في اللّي ناسيكو!

*

إلى سائقي الدّرّاجات النّاريّة والدّبابير

(الفيسبات)، سيروا على أرجلكم أفضل لكم. احذروا من العَجَليْن!

*

احذروا الشّوارع الحائدة! يطلع لكم واحد سائقًا بسرعة البرق، وذلك حسب علمه المسبق أنّه لا يوجد غيره في ذلك الطريق المقطوع! هل نحترم القانون من أجل الحياة، أم نكسره بجاذبيّة المَنون؟

*

من هو المسؤول عن الدّبابير (الفيسبات) السّائبة. يقودها أطفال، وعيونهم إلى الخلف، أو إلى السّماء؛ لأنّهم يحبّون أن  يصيدوا الزّرازير طائرة. امنعوهم قبل أن تكفكفوا عَبَرات الأمّهات.

*

عندما تسافر في سيّارة الأجرة، تنبّه، وحصرًا بين المدن، لسرعة السّائق؛ لأنّه لا يهمه أحد، فحساباته مادّيّة، وحساباتك السّلامة! شرّط عليه قبل صعودك للسّيّارة؛ وإلّا بدّله!

*

أيّ بيت، أو أيّة عائلة قدرت أن تنسى، وتتعزّى على فقدان أعزّ ما في الدّنيا لديها؟ مَن يقدر أن يعوّضها؟ ربّنا وحده.

*

احذروا الدّرّاجات الهوائيّة القاتلة الخرساء! يجب إصدار قانون جديد، وبموجبه على سائق تلك الدّرّاجة، الغِرّ بصبيانيّته، أن يشغّل زامورًا دائمًا؛ حتّى لا يقتل الشّخص الّذي يمرّ بجانبه بلمح البصر! صارت معي، ونجوت.

*

مَن قال لك، عليك أن تسرع في سياقة سيّارتك بشكل متهوّر؛ لأنّ الجميع مقايسون! وكلّ أطياف المجتمع سائرون على تلك القواعد الّتي خدّرت الجميع! لكنْ، تنبّهْ للثّمن!

*

يجب إجراء امتحانات تحدّد سلوكيات، ومستوى جميع المتقدّمين لتعلّم السياقة! فقد امتلأت الدّنيا فوشطة وغباء!

*

انتبهوا لأحقيّة المرور في الشّوارع، وخاصّة على المفارق. اعتباطيّون، بلا ضمير ولا آداب، يريدون أن يسابقوك دون أي قانون ولا حقّ. أخطاء غيرنا أكثر بكثير من أخطائنا. سِر بسرعة ثمانين، وعلى اليمين! وكلّ مَن يقطعك زِتَّ له حبّة طفي! ودَعه يذهب إلى المجهول!

*

نصيحتي للشّباب: لا تملأ السّيّارة بالأصحاب، وتسافر، وحصرًا في اللّيل! سافر مع واحد أو اثنين، لا أكثر! لا تسافروا ليلًا، إلّا عند الضّرورة! لا تشربوا السّافح. دوْر الأهل هو أن يتحكّموا في مفاتيح السّيارة، قبل أن يتحكّم بهم القدر!

*

ساق بسرعة وحشة وخطرة. عمل ثمانيات في الشّارع في جِيبه الدّيْن، وبعد دقائق، وجدته واقفًا منتظرًا للإشارة الخضراء، يشعل سيجارة!

*

عند الضّرورة القصوى، لا تسرع، ولا تتسرّع. فلا يمكن أن تصل إلّا هادئًا!

*

لم يعد الأمر يفرق. إذا كانت سيّارتك فارهة، أم متواضعة، أم عربة تجرّها الخيل. الأهم هو أن ترجع إلى بيتك سالمًا، حتّى لو لم تكن غانمًا! فالأنانيّة، الكلاحة والصّلافة هي الّتي تتحكم في الشّوارع!

*

إذا لم تتخذ السّلطات المسؤولة زِمام المبادرة، سيقتّل الناس بعضهم! وهذا سيسبّب اقتتالًا بلا هوادة!

*

كلّ الجسور والطرقات الّتي شقّت؛ من أجل تحسين وضع السّير وتسهيل الحياة، ساعدت، لكنْ، بصورة، تكاد لا تذكر. الجمرة باليد، وتضعون الماء عليها؟ وإذا كانت المياه مقطوعة، يا أفندي؟

*

أعتقد أنّ شرطة المرور قد أصبحت حيرى في تحرير المخالفات بهذا الوضع. فأحيانًا يروح الصّالح بعصا الطّالح!

*

ديروا بالكم، سائق شبه القاطرة (السيمي تريلر) يديّعها في النّزلات على قد  ما جهالته تعطيها، أو تعطيه! يعني، إذا كنت أمامه، فاهرب، وإلّا ...! هل تقدر أن تصيح في وجهه؟

*

انتبهوا، واصحوا! حرب الشّوارع الضَّروس قد بدأت. واللّي ما شافها يعمى!

*

هل رأيتم، سجّلتم أو صوّرتم اصطدامات بين الطّيور والعصافير في الجوّ؟ لا، لأنّها تعقل!

*  

ولم يتمَّ  الكلام بعْدُ! وشكرًا لمن يقرأ، ويهتم بهذه النّواغي!


 



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق