* ثلاثة تؤدي الى ثلاثة* بقلم د. نجيب صعب- ابو سنان
الناظر الى المجتمع وما يدور من حوله، يرى لأول وهلة ويلاحظ كثيراً من ألأمور التي لا يرتاح اليها أو يطمئن لها، وأذا تعمّق أكثر في نظراته لوجد ايضاً كثيراً من ألأمور التي لا يطيقها هو نفسه وربما تكون خطيرة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وحقيقة لا يمكن تعديلها أو تغييرها، لأنه لا يملك ايّة سلطة عليها، وقد لا يتمكن حتى من التحدث عنها خوفاً من أن يتعرّض الى لوم أو الى سماع ما لا تحمد عقباه.
وعليه وطالما ألأمور تجري بهذا الشكل فعلى الاقل ينبغي على المرء الذي تهمه هذه الامور، عليه أن يعمل ما يستطيع من أجل إبداء رأيه ، أو الهمس في ألآذان، علّه يؤثر بقدر المستطاع في توجيه الغير لما فيه مصلحة هذا الغير، وربما يقوده ذلك الى إمكانية إحداث تغيير ما في سلوك الناس في بعض ألأمور التي قد تعود الفائدة في ذلك عليهم أولاً وقبل أي إنسان آخر.
وفي هذا السّياق أورد بعضاً من أنواع السلوك وأنماط الحياة والتي قد لا يعيرها البعض اهتماماً كافياً لتجنب حدوث أخطار أو نتائج غير مقبولة على الاقل لدى المرء نفسه صاحب الشأن، فكثرة الكلام لدى البعض تؤدي الى الكذب حيث ان الكلام الزائد والذي في غير مكانه، أو الكلام المصطنع والذي هو كلام من أجل الكلام، والتدخل المقصود والخاوي من المضمون والهادف الى خلاف وافتعال أقوال وإدعاءات لا بد إلا ويوقع صاحبه في الكذب، الامر الذي يجب تجنّبه بقدر الامكان.
والمرء الذي يأكل بشراهة وبدون نظام معين، وقد يخلط ويخلط ولا يعرف حدود الشبع، فلا ريب انه سيصل الى حالة مرض من جراء ألأفراط في الطعام دون قناعة حفاظاً على صحته، فهنا تكثر امراضه وربما تؤدي به الى اخطار هو بغنىً عنها. وفي ناحية اخرى ترى إمرءاً هو واسرته يشكون سوء الحال، وكذلك يشكون الفقر وضيق الحال ، واذا تعمق المرء واراد ان يعرف سبب ذلك من باب العطف للمساعدة ،فقد يتوصل هذا المرء الى معلومات تدلّه ان هذا الانسان الفقير الذي يشكو ما ذكر احواله تعود الى نفسه هو لأنه يكثر من النوم ، لا يعمل ولا يخطط ايضاً كيف يعمل وكيف يعيل عائلته التي تتزايد في الفقر من سنة لأخرى!!!! إذن لماذا هذا كلّه؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟ .
فبدون ريب ان الاحوال الثلاثة التي ذكرت لا تؤدي الى امور تغير المرء والمجتمع بل العكس هو الصحيح، فكما ذكرت انفاً اعود وأكد ان الذي يكثر كلامه لا شك الا ويوقع في كثير من الزّلات الكاذبة التي قد تعود بالسلب عليه هو، والذي يكثر من طعامه يكون حتماً كثير الشهوات والذي يكثر من منامه فلن ينل الارادات ولا يحقق الانجازات.
وخلاصة القول انه يترتب على الانسان ان يتجنب ما ذكر لأنه في ذلك صلاح حاله هو، الامر الذي يؤثر ايضاً ايجابياً على المجتمع، وربما يعمل ذلك على تحسين السلوك الانساني والذاتي لكثير من الناس اذا غيّروا في سلوكهم ونهجهم كما اسلفت ، والعاقل ، الانسان الواعي، الفرد الذي يهمه أمر نفسه على الاقل يمكن صيانة هذه النفس بحكمةٍ بتروي وبمسؤولية وبدون ريب عندها تحسن الاوضاع وقد تتبدّل الاحوال للأفضل، الامر الذي ينعكس ايجابياً على المجتمع .