اخترت أن أبحر في هذا العالم على زورق بلا مجذاف على كف الزمان. فأنا تائهة، ولا أدري أين سبيلي. لم تسمح لي الحياة بفرصة الاختيار، حتى لمرة واحدة. أردت تحديها ومجابهتها، وأن أمشي بعكس التيار، وأن أعيش كما أريد محاولة الابتعاد، حتى بدا لي أن العزلة هي القرار الصحيح. ولكن العزلة لم تجد نفعا أيضا. سئمت من المحاولات، وجلست وحدي أفكر بصمت. ما الذي بوسعي أن أفعله لتسير أموري كما أريد؟ فلم أجد إجابة لسؤالي. فأخذت بالتفكير بحكمة؛ حتى قررت أن أمشي مع التيار. فسلوك الدرب مع التيار أسهل من مجابهته. ولكن المشاكل ازدادت تعقيدا. فأنا إنسانة، تحاول دائما أن تعطي الأشخاص من حولها انطباعا جيدا عنها. فاهتمامنا بما يفكره الناس عنا وما هو انطباعهم عنا يتكون من بعد أن يكون الشخص نفسه راضيًا عن نفسه وواثقًا بها. ويبحث عن تحدٍ أكبر. وأنا هنا، في هذه المرحلة، يهمني انطباع وأفكار الأشخاص من حولي عني. ولهذا السبب، أحاول أن اخرج من حياة إنسان، لا يعجبني بالطريقة التي تكلف أقل ضرر له وأقل حزن، وبالطريقة التي تجعل مني شخصية طيبة، بالرغم من خروجي من حياته. أما الآن، فأنا في مأزق، ولا أعلم كيف يمكنني الخروج منه، ولا تأتيني أية أفكار للتخلص من مصيبتي. فبطبع الحب والإعجاب، وهما من أكثر الأسباب الشائعة للمشاكل والمصائب. فأنا لا أحزن لعدم وجود شخص في حياتي، ولعدم إعجاب شخص بي، أو لعدم إفصاح أحد عن مشاعره تجاهي. وإنما العكس تماما
، فمشكلتي هي إنني على علاقة مع شخص، وإننا نحب بعضنا كثيرا. وإن هنالك صديقا لي معجبٌ بي، لا يريد التخلي عني. لا يتقبل فتاة غيري، ولا يريد أن يتقبل فكرة أنني لغيره. وإننا مجرد أصدقاء. يحاول سلك جميع السبل التي تجمعنا. يحاول خلق الصدف وخلق الأحاديث. ولأنني لا أريد جرحه، أو أن يأخذ عني فكرة سلبية، لا أعلم ما الذي يجب علي فعله. ولكنني أدعو بأن ينتهي هذا الكابوس، وأن يبتعد هذا الشخص عني، بحيث يبتلى بحب فتاة سواي، تسلب منه عقله وقلبه. فبوجودها لا يبصر أنثى سواها. فأصعب الأمور التي من الممكن على الأشخاص تعلمها هي أن عدم الاختيار هو أسوأ اختيار. والسكوت هو حكم من أسوأ الأحكام. هل يكون قلبي قاسيا لتفكيري هكذا، ولمحاولة إبعاد من يكنون لي المحبة عني؟ أم أنني إحدى ضحايا القدر ودروسه؟ آمل أن تتضح الطرق. وليسلك كل شخص منا سبيله من غير أن يتأذى!ِ