* في الأصحاب * بقلم: د. نجيب سلمان صعب – أبوسنان .
17/01/2018 - 06:41:49 am

كثيرون في حياتنا من قريب ومن بعيد يسعون لمصاحبة ومصادقة آخرين من أبناء المجتمع ومن مختلف الاطياف والملل ، وكذلك من مختلف العائلات ، ومن خلال هذه المساعي ربما تنتج صُحبة وصداقة يتّخذها البعض نهجاً في الحياة من باب الامانة والاخلاص،  وقد يكون هذا نهجاً سليماً وصحيحاً اذا ما نسب الى صدق الاصحاب وبحق.

  وكما يعلم معظم الناس ان الاصحاب – هي في اللغة جمع صاحب – والصاحب هو الصديق والذي تتفاوت مرتبته بين انسان وآخر.

  حقاً أن الأصحاب مراتب ومنازل ولكل ميزته الخاصة به، وبطبيعة الحال يرنو أغلب الناس الى العيش مع وفرة من الاصحاب ليعيش حياته ، له من يبوح له بسرّه، او له من يستند ويعتمد عليه وقت الشدائد كما قال المثل الصديق عند الضيق ، وكذلك للاستفادة منه في خضم الحياة من حيث تسيير الامور والصمود في مستجدات الحياة ومشاكلها.

  والأمر أيضا يذهب ابعد من ذلك فالصاحب الصاحب هو ذلك الامين، هو ذلك الانسان المتواضع الذي يكن التقدير والاحترام أولاً، ويذود عن صاحبه عند الحاجة، والصاحب ذلك الانسان الذي لا يصاحب لغاية آنية، أو لقصد خبيث لتحقيق ما يرغب في تحقيقه عن طريق صاحبه الذي قد يكون وثق به كليّاً وأمّنه في كثير من الامور، والصاحب الصاحب ايضاً هو ذلك الانسان الذي يكون بعيداً عن الخبث، بعيداً عن اللؤم، بعيداً عن الثرثرة، بعيداً عن الاغتياب، بعيداً عن المراوغة وكذلك بعيداً عن الاصطياد بالمياه العكرة بغية الايقاع بصاحبه، نعم اذا ً  ايها القراء الاعزاء، يصعب على أحد ان ينكر ما يلاحظ وما يحسه من الحالات التي سبق ذكرها، فلماذا مصاحبة أمثال هؤلاء ، ولماذا بربكم التقرّب من هؤلاء ، اليس الافضل الابتعاد او على الاقل التروي وانتقاء الاصحاب بالضبط كما يجب.

  أكتب هذه السطور فقط من باب التبيين والتوضيح، لأن حياتنا صاخبة وصاخبة جداً بالتقلبات والانحرافات والخيانات والغدر بأنواعه والتي يصعب على المرء في كثير من الاحيان تصديقها.

  وعليه بين الأصحاب أيها الانسان نوعان يجب عليك ان تتجنبهما ، النوع الاول الذي اذا امتلأ جيبك وانعم الله عليك بجدّك وكدّك سار معك على طول الطريق ، واذا فرغ جيبك انقلب هذا النوع من الاصحاب عليك دون مقدمات ودون تبريرات مطلقاً، هنا – السبب معروف والنوايا واضحة وضوح نور الشمس  .

  والنوع الثاني الذي عندما تكون معهم ويتقربون منك وربما يرافقونك في لقاءاتك وتجوالك يمدحونك ويكيلون لك كل انواع الكلمات المعسولة واللائقة هذا امامك وفي قربك منهم، وعند ابتعادك عنهم يلعنوك دون هوادة ليس لسبب اقترفته انت وانما لأغراض قد تكون من باب الحسد والخيانة وغيرها.

  وأنواع أخرى يمكن تعدادها في هذا المضمار، إلا أنني أود هنا ان اقولها صراحةً : يترتب علينا جميعاً نحن بنو البشر ان ننتهج في حياتنا طريقاً قويماً في الصداقة وفي صحبة بعضنا البعض، وان نكون مخلصين أمينين على بعضنا بقدر المستطاع لان في ذلك صلاح لنا أولاً وللابناء ثانياً وللاجيال القادمة ثالثاً ذلك في محاولة لخلق مجتمع تسوده المحبة، الامانة، الاخلاص، الصراحة، الاحترام المتبادل وقبول الرأي الآخر ... لأن كل هذا ينطوي بدون ريب على مستقبل زاهر.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق