قصائد للدكتور منير توما / كفرياسيف  
18/01/2018 - 06:56:11 am

لمسات عذرية

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف  

سألوني عن حبيب ٍ

في حنايا القلب ِ يقبع ُ

فقلتُ لا العين ُ ترى

ولا الأذنُ تسمع ُ

لصوت ٍ دفؤهُ يلمع ُ

فالفؤادُ يراهُ بعين ٍ لا تقنَعُ

إلّا بلمَسات ِ مَرمَر ٍ

تُؤَجِّجُ نفساً

طالما كانت شمسُها تَسْطعُ

حينً تداعِبُ أعطافاً

اشتَقْتُ الى لفتاتِها دوماً

بعيون ٍ كادت ْ تدْمَعُ

لِفَرطِ شوقي

الى وصال ٍ عذري ٍّ

الحشمةُ فيه ِ لا تُرْفَع ُ

والكياسة ُ عندها تنفع ُ

في وقت ٍ أعلم ُ فيه ِ

ماذا يُصنَع ُ

وقد غابت ْ شمس ُ الشباب ِ

ولم يبق َ سوى حشرجات ِ قمر ٍ

في ليال ٍ

رغبات ُ المرء ِ تشكو

ولا تُرْدَع ُ.

 

عَبَثٌ بالمصائر

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف

حَدَجَتْهُ بنظرة ٍ ماكرة ٍ

وقالت : إني أفهمكَ تماماً

فأنتَ ترسو على شاطئٍ غادرْ

ليسَ في مقدورك َ أن تجتازَ

بحراً هادر ْ

تتحدّى فيهِ غطرسة ً أو خسائر

فأنا ما كنتُ يوماً عبئاً عليكَ

لكنني شككتُ دوماً

أنّ حبكَ لن يدومَ

لأنكَ ضعيفٌ عابثُ بالمصائر ْ

فعواطفي اختارت أن تقود معركةً

أحاربُ فيها خريفاً بربيع ٍ أخضرَ

لم أحسنْ فيهِ إطلاق َ السهام

لأنني لم أكنْ أبداً صياداً ماهرْ

بل كنتُ لا أبالي إلّا بجنونِ حُبٍّ

راهنتُ عليه ِ باندفاقٍ سافر ْ

وكان حدسي يقودني الى خيالٍ ثائر ْ

فخابَ ظني , وكنتَ أنتَ من خان َ الوفاءَ

بكلِّ هوان ٍ وخسّةِ جائر ْ .

 

حالة عشق ٍ غائبة

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف

في عيونِهِ شحنةُ حُبِّ

تحملُ كلماتِ صمتٍ دافئٍ

تتوقُ الى عناقٍ

لا يُحسِنُهُ إلّا الأحرار ْ

في بلد ٍ تستحيل ُ فيه ِ الأشواقُ

الى شعلة ِ نور ٍ ونار ْ

لا تنطفئُ مهما طالَ البُعْد ُ

بعدَ حرارة ِ لقاء ٍ

مضى زمنُهُ وانهار ْ

لكّنَّ الذكرى تبقى

في أجيجِ ليل ٍ ونهار ْ

حينَ يغرِّدُ الحسون ُ

ويعلن ُ لنفوس ٍ شاردة ٍ

انفراجًا ينبئُ

بقُرْب ِ زوال ِ العثارْ

وقد أحاق َ بالأحباب ِ

وجَعَلهم في حالة ِ كرْب ٍ وحصار ْ

لكن ْ سيعود ُ يوماً

مَن كانَ بالأمس ِ  زائراً

لديار ِ سائل ِ هوى ً

يهفو الى تحَرُّرٍ أحمر َ

ينقشعُ فيه ِ ضباب ُ الكَبْت ِ

ويزولُ الغُبارْ .

 

 

متاهةٌ ٌ حمراء

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف  

قالَ وهو شاردُ الذهن ِ

إنها جميلة ٌ ,  لكنها حمقاء ْ

وارتشَفَ الخمر َ من كأسِهِ

بثمالة ٍ أشعرتْهُ بالخواء ْ

فابتسَمَت لهُ بشفاه ٍ كَرَزية ٍ

زادتْهُ حيرة ً وشقاء ْ

وعاد َ الى وعي ٍ عنيد ٍ

كأنّهُ يتسلّى بلعبة ِ حظ ٍ

مع غانية ٍ شقراء ْ

أفقَدَتْهُ اتزانًا وإباء ْ

وهو مَنْ عاش َ

رحلة َ الرغبات ِ بصمود ٍ وحياء ْ

لكنَّ عباءة َ الانبهارِ  

أقحمتهُ في وادي الخطيئة ِ

هذا المساء ْ

ليغرق َ في متاهات ٍ حمراءْ

لا يعرفُ متى يصحو منها

في مثل ِ هذه ِ الأجواء ْ

حيث ُ المتعةُ الحارقة ُ

وإغراء ُ النساء ْ.

 

 

فوضى الجمال

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف  

قطفتُ الورد َ

من بستان ِ فوضى

ينتحِرُ فيه الياسَمين ْ

وتغرقُ في ترابه ِ الرياحين ْ

وتجولُ في ربوعه ِ

نساءٌ خاليات ٌ

من جوهر ٍ أو مضامين ْ

لا يعرِفْنَ سوى خواء ٍ روحٍ

لنْ يوصفَ بالجمال ِ الرصين ْ

فَكم ْ رأينا رياء ً

من وجوهٍ تُظْهِرُ الحبَّ

وتتوارى وراء َ أقنعة ٍ

نُسِجَتْ من حُزنٍ دفين ْ

يراوغُ شياطينَ القهر ِ والخائنين ْ

على جوانب ِ أرصفة ٍ

نَمَتْ أشجارُها رمادية ً

تحتَ سماء ٍ

تُمطِرُ الغيث َ الضنين ْ

لتحيلَ الزيف َ

صِدقاً أمين ْ

في مرامي جهلٍ

وعُنف ٍ سمين ْ

يلتهمُ اخضرار َ الحياة ِ

واحمرارَ الأرجوان ِ

في حدائق ِ الواجمين ْ .

 

 

خلفية رومانسية

شعر : الدكتور منير توما / كفرياسيف

لا تُقطِّب حاجبيكَ

واتخذ قراراً

بالهَجر ِ أو اللاهَجْرِ

فالحبيبة لن تَزُجَّ بنفسها

في دوامة ِ القهر ِ

والعمرُ لا ينتهي آخر َ الشهر ِ

فاغفِر لها سذاجة ً

ولُذْ برصانة ِ الفِكر ِ

فالحُبُّ صمتٌ

إذا وجبَ الصمتُ

في لحظاتِ هزيمة ٍ أو نصْرِ .

هي أنثى رقيقة ٌ

وإن كانت زاخرة ً

بوقاحةِ الصَدْرِ

تصدحُ بصوتِها المغناج ِ

بلا أمرٍ ولا قَصْرِ

كراهبٍ يتلو صلاةً

ساعة َ العَصرِ

فلا تحفَلْ بماضٍ قد انتهى

والحبيبةُ لا تطيقُ

تسلُّحاً بالصّبْرِ

بل تريدُ راقصاً مُقنّعاً

بأفانينِ السِحْرِ

يركضُ لاهثاً

ليقطفَ زهرة ً

عندَ مطلعِ الفجْرِ .
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق